سياسة دولية

الخارجية الإيرانية ترفض تصريحات مثيرة لمسؤول رفيع حول مقتل رئيسي

شبكة بي بي سي: الجمهور الإيراني لا يثق في روايات الحكومة بشأن أسباب سقوط طائرة رئيسي - أكس

قالت وزارة الخارجية الإيرانية أن:" إيران تستند إلى نتائج التحقيقات الرسمية في تحديد أسباب حادث سقوط مروحية الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي، ولا يمكن تأكيد الادعاءات والتكهنات الأخرى"، وفق بيان نشرته صحيفة مهر الإيرانية.

جاء ذلك عقب اتهام مباشر وجهه محمد الصدر، وهو مسؤول إيراني رفيع، لإسرائيل باغتيال رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين الإيرانيين، عندما سقطت مروحية كانت تقلهم في أيار/مايو 2024 بمحافظة أذربيجان الشرقية


وأكدت الخارجية الإيرانية، على لسان المتحدث إسماعيل بقائي، أن: "آراء وتحليلات محمد الصدر الدبلوماسي المخضرم والمتقاعد من وزارة الخارجية هي مجرد رأي شخصي ولا تعكس بالضرورة المواقف الرسمية للبلاد".

وأضاف بقائي إن: "استنتاجات السلطات الرسمية في البلاد في حادث سقوط المروحية استندت إلى بحث فني واسع"، وقال أيضا: "أساسنا لأسباب وعوامل حادث سقوط المروحية هو التقرير الرسمي للجهات المختصة في إيران، ولا يمكن تأكيد الادعاءات الأخرى".

وردا على سؤال حول الادعاء بشأن نقل روسيا معلومات دفاعية إيرانية إلى إسرائيل، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن: "مثل هذا الادعاء، الذي وصفه المتحدث نفسه بأنه تحليل شخصي وليس مبنيا على معلومات موثقة، غير صحيح".


وكان الصدر وهو عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام بإيران، والذي شغل سابقا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية ومستشارا لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، وهو ابن شقيق الإمام موسى الصدر وصهر ياسر الخميني، اتهم إسرائيل بمقتل رئيسي خلال مقابلة مع برنامج "سينرجي" على شبكة الإنترنت، حيث قال: "في اللحظة نفسها التي أُسقط فيها رئيسي قلت إن هذا من عمل إسرائيل لأنني كنت أعلم أن إحدى وسائل تبادل الرسائل بين حزب الله وإسرائيل تكون عبر الميدان العملي، أي من خلال تنفيذ عمليات لكي يستوعب الطرف الآخر الرسالة".

وشدّد في الحوار على أنّ القول بتورّط إسرائيل في الحادث الذي أدى إلى مقتل رئيسي ومرافقيه هو "تحليل شخصي" لا يستند إلى وثائق أو أدلّة، موضحا إن إسرائيل أرسلت رسالة عملية واضحة في موقع الحادث مفادها أنه: "إذا أردتم الاستمرار، فسنستمر أيضا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع تورط إسرائيل في سقوط مروحية "رئيسي" ومرافقيه له أثناء عودتهم من أذربيجان، فقد سبق وأشار الخبير في الشؤون الخارجية، فؤاد إيزدي، الضيف الدائم على وسائل الإعلام المقربة من الحكومة، وقبيل الإعلان عن مصرع رئيسي، إلى ما سماه "وجود الصهاينة والموساد" في جمهورية أذربيجان.


كما قال مجتبی موسوي، شقيق مهدي موسوي، رئيس فريق حماية رئيسي، في مقابلة مع موقع "إيران 24" إنّ شقيقه كان "معارضًا بشدة" لرحلة الوفد الحكومي إلى الحدود الأذربيجانية، لكن أمام إصرار مكتب الرئيس قام بمهمته، وأضاف أنّه كان من المقرر أن يتوجه الوفد الحكومي إلى بلوشستان، إلا أن البرنامج تغيّر فجأة، ولم يكن لدى شقيقه الوقت الكافي لدراسة الوجهة الجديدة.
أما النائب في البرلمان الإيراني، كامران غضنفري، فقد قال: "المسؤولون لا يرون من المصلحة الإعلان بأن أميركا وإسرائيل، بالتعاون مع نظام علييف في أذربيجان، اغتالوا الرئيس".


وفي 19 أيار/مايو 2024 تحطمت مروحية كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته وعددا من كبار المسؤولين بمحافظة أذربيجان الشرقية، فيما قالت هيئة الأركان للقوات المسلحة، أن الحادث وقع بسبب ظروف جوية معقدة، وليس نتيجة عمل عسكري أو تخريبي.