صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية لتعزيز العلاقات مع أفريقيا.. "رصيد استراتيجي"

حملة واسعة لمناهضة ومقاطعة الاحتلال في أوروبا وأمريكا- موقع الاتحاد الأفريقي
فيما تواجه دولة الاحتلال سلسلة من الصدمات العالمية، وموجات معاداتها في أوروبا، وتباعد بعض الحلفاء التقليديين، تزداد الدعوات فيها لتجديد علاقاتها مع الدول الأفريقية، بحيث تكون أكثر تنظيماً، ومتعدّدة الأبعاد، على أن تتجلّى فيها المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بزعم أن القارة كنز استراتيجي.

وزعمت رونيت هيرشكوفيتش، القنصل الفخري لتنزانيا وزامبيا في تل أبيب، زعمت أن "العام 2024 شهد تعزيزًا للعلاقات الإسرائيلية الأفريقية، وأصبحت العديد من دول القارة شركاء استراتيجيين ثابتين للاحتلال، ومنها رواندا وإثيوبيا والمغرب وكينيا وأوغندا وزامبيا، التي لم تحافظ على علاقاتها معه فحسب، بل عمّقتها في مجالات جوهرية: الزراعة والتكنولوجيا والمياه والأمن والبنية التحتية، وحتى الوعي العام والسياسي".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "أفريقيا، كقارة، لم تعد سوقًا ناشئة، بل أصبحت من أهم الساحات وأكثرها تأثيرًا في النظام الاقتصادي والأمني العالمي، حيث يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة، ومواردها الطبيعية الحيوية، ومراكز نفوذها في مسارات الطاقة والتجارة والإنتاج، مما يجعلها تقع في قلب الصراع بين القوى العظمى: الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وكشفت هيرشكوفيتش الرئيسة التنفيذية لشركة "سفاري"، أن "الصين تستثمر في أفريقيا مليارات الدولارات في البنية التحتية مقابل المعادن، بينما تعزز روسيا وجودها الأمني، وترد الولايات المتحدة بالدبلوماسية والمشاريع التكنولوجية المدنية، كما تُعدّ القارة مستودعًا عالميًا للعقود القادمة، بما تمتلكه من إمكانات إنتاج زراعي هائلة لم تُستغل بعد، في الوقت نفسه، تُعدّ دول مثل الكونغو وبوركينا فاسو والنيجر مصدرًا حيويًا للمعادن الاستراتيجية مثل الكوبالت والليثيوم والنيوديميوم، وهي مواد ضرورية لإنتاج الرقائق والبطاريات وتقنيات الاتصالات والأمن".

وأوضحت أن "أفريقيا بهذه المعاني أصبحت بديلاً عملياً لإمدادات المعادن التي تُشكّل حالياً محور التوترات العالمية، مثل تايوان وأوكرانيا والصين، وهنا يأتي دور إسرائيل، التي رغم كونها قوة استعمارية بنظر العديد من الدول الأفريقية، فإن التعامل معها بات باعتبارها شريكا مساوياً، يُضيف قيمةً في المعرفة والابتكار، وتُواجه تحدياتٍ مُتشابهة، من شحّ المياه إلى النزاعات".

وأشارت أن "الزيارات المتبادلة الاسرائيلية الأفريقية، وفتح السفارات، ولقاء الوفود، تشكّل تعبيراً حقيقياً عن هذه العلاقات، حيث لا يقتصر ارتباطهما على الجانب التكنولوجي أو العسكري، بل يشمل الجوانب المعرفية والاقتصادية، كما يكتشف العديد من الإسرائيليين قارة أفريقيا كوجهةٍ سهلة الوصول، ليس فقط للرحلات، بل من خلال بناء روابطَ إيجابيةٍ تُعزز الوعي العام".

وزعمت أن "شعور الإسرائيليين بالترحيب في أفريقيا، بعكس تجاربهم في أوروبا، ليس تفصيلاً تافهاً، بل رصيدٌ استراتيجيٌّ في الوعي العالمي، حيث تُرسّخ السياحة مكانة أفريقيا كشريكٍ يفهم الإسرائيليين، ولا يراهم غرباء، بل مُرحّباً بهم، وهذا جزء من القوة الناعمة التي يبنيها إسرائيل، حتى بدون جوازات سفر دبلوماسية، وشهد المستوى السياسي والاستراتيجي تطورًا ملموسًا خلال 2024، واختارت العديد من الدول الأفريقية تجنب وعدم المشاركة في التصويتات المناهضة له في الأمم المتحدة، مع إظهار موقف متوازن، بل داعم أحيانًا لها".

وكشفت أنه "في إطار "تجمع حلفاء إسرائيل"، انضمت ستة برلمانات أفريقية جديدة للتحالف، بما يُعزز الركن السياسي للاحتلال في القارة بطرق هادئة وطويلة الأمد، وفي المجال الأمني، يصل التعاون مع الصناعات العسكرية، والمغرب على رأسها، لمستويات جديدة من التكامل، ويُعد إنشاء مصنع مشترك خطوةً رائدة تجمع بين التكنولوجيا والثقة الاستراتيجية والنفوذ الإقليمي، كما تدرس دول أخرى، مثل غانا ونيجيريا والسنغال، التعاون في مجالات الاستخبارات والمراقبة وجمع البيانات، وحماية الحدود، وتقديم المشورة الأمنية للمدنيين".

وأوضحت أن "الأمر لم يعد يقتصر على تصدير الأسلحة فحسب، بل يشمل أيضًا تطبيق المبادئ والحلول العملياتية من الأكاديمية الإسرائيلية، وبالتالي فإن أفريقيا ليست مجرد مستقبل، وليست سوقًا جانبية، بل رصيد استراتيجي، ومساحة عمل مستقلة إسرائيل، وقد تُشكّل بنية تحتية لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، حتى مع تحوّل مراكز الثقل العالمية، واشتداد الصراع بين القوى العظمى، مما يزيد أهمية جوهر العلاقات الإسرائيلية في القارة".