سياسة دولية

ما هي الهدية "الضخمة" التي قدمها ترامب لبوتين في ألاسكا؟

يدرس ترامب السماح لروسيا باستغلال الموارد الطبيعية في مضيق بيرنغ- جيتي
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، تقريرا، جاء فيه أنّ: "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد التقى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ألاسكا، ليلة الجمعة، وكانت الحرب في أوكرانيا على رأس جدول أعمالهما".

وتابع التقرير، نقلا عن صحيفة "التلغراف" البريطانية، أنّ: "ترامب وصل للاجتماع حاملا سلسلة من المقترحات التي قد تُشكّل حافزًا اقتصاديًا لموسكو"، مضيفا: "حتى الآن، لم يتوصل الطرفان لاتفاق بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولم يوقعا أي اتفاق".

وأضاف: "لكن الزعيمين وصفا القمّة بالإيجابية، وأكدا إحراز تقدم في قضايا مختلفة. كما صرّح ترامب لقناة "فوكس نيوز" عقب القمة بأنه سيؤجل فرض رسوم جمركية على الصين لشرائها النفط الروسي، بعد إحراز تقدم مع بوتين في اجتماع".

وخلال اللقاء نفسه، أبرزت التقارير أنّ: "ترامب قد استهدف الهند، وهي مشترٍ رئيسي آخر للنفط الروسي، بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على وارداتها من الولايات المتحدة".

وأشار إلى أنّه: "من بين المقترحات المذكورة: فتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام روسيا، ورفع بعض العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة الطيران الروسية، وإتاحة الوصول للمعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية".

إلى ذلك، يشير التقرير إلى أنّ: "أوكرانيا تمتلك حوالي 10% من احتياطيات الليثيوم العالمية، وأن هناك رواسب ضخمة منها تقع في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الروسي".

وبحسب التقرير، أيضا، فإنّ: "أحد الحوافز المحتملة هو صفقة المعادن النادرة، إلى جانب رفع الحظر على تصدير قطع الغيار والمعدات اللازمة لصيانة الطائرات الروسية، بعد أن قيدت الدول الغربية هذا الوصول منذ بداية غزو أوكرانيا في عام 2022".

"كما يمكن أن تكون مثل هذه الخطوة مربحة أيضًا للشركات الأمريكية مثل بوينج، نظرًا لحقيقة أن حوالي 30٪ من الطائرات في روسيا مصنوعة في الغرب" استدرك التقرير نفسه.

وأبرز: "كذلك، يدرس ترامب السماح لروسيا باستغلال الموارد الطبيعية في مضيق بيرنغ، الذي يفصل ألاسكا عن روسيا، وهي منطقة يُقدّر أنها تحتوي على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، بما في ذلك حوالي 13% من النفط غير المكتشف في العالم. قد تُعزز هذه الخطوة الوجود الاستراتيجي لروسيا في القطب الشمالي، حيث أُنتج حوالي 80 % من غازه في عام 2022".

وأوضح: "قدّرت بريطانيا أن بعض الحوافز قد تكون مقبولة في أوروبا، طالما أنها لا تُعتبر "مكافأة" لروسيا. كانت هذه أول قمة بين رئيس أمريكي ورئيس روسي منذ أكثر من أربع سنوات. لم يُدعَ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الاجتماع، الذي عُقد في قاعدة جوية أمريكية في ألاسكا".

وأكّد: "بعد لقاء ترامب وبوتين، عقدا مؤتمرا صحفيًا مشتركا ، رغم أنهما لم يُجيبا على أسئلة الصحفيين. وأعرب بوتين عن سعادته برؤية ترامب "بصحة جيدة وعلى قيد الحياة"، مُشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن الحرب كانت ستبدأ لو كان ترامب رئيسا".

وقال الرئيس الروسي: "لقد كانت الفترة الأخيرة صعبة للغاية في العلاقات بين الجانبين، وكان لا بد من تصحيح الوضع"؛ فيما أضاف باللغة الإنجليزية، مشيرا إلى ترامب: "المرة القادمة - في موسكو".

وأضاف: "بصراحة، نحن مهتمون بإنهاء الصراع، ولكن يجب إزالة جميع العوامل الكامنة، ومراعاة جميع مخاوف روسيا"؛ وتابع: "أتفق مع ترامب على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا، وآمل أن يُسهم التفاهم المتبادل في تحقيق السلام. نتوقع ألا تحاول أوكرانيا وأوروبا تخريب المحادثات".

وأردف: "تتمتع الشراكة الاستثمارية بين البلدين بإمكانيات هائلة. أود أن أشكر ترامب على تعاونه ونبرة الود التي سادت المحادثة. نأمل أن تكون اتفاقيات اليوم بمثابة نقطة انطلاق لاستعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".

من جهته، قال ترامب إن الاجتماع كان مثمرًا للغاية، وإنه تم إحراز تقدم، مضيفا في الوقت نفسه: "اتفقنا على معظم النقاط"، مبرزا أن هناك نقطة مهمة لم يتم الاتفاق عليها. "على الأرجح سنرى بوتين مجددًا قريبًا". وأشار إلى أنه عقد اجتماعات صعبة مع بوتين في الماضي، لكن علاقتهما كانت دائمًا ممتازة.

أيضا، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سيتصل بحلف الناتو ويتحدث مع زيلينسكي: "سأبدأ بإجراء اتصالات هاتفية"، قال بعد أن أوضح: "موافقة أوكرانيا وحلف الناتو ضرورية في النهاية". 

وتابع: "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا، لكن في النهاية، الأمور تعتمد على موافقة الناتو وأوكرانيا". وقال ترامب عن بوتين إنه "يريد أن يتوقف عن رؤية الناس يُقتلون".