حذّرت لجنة القدس في "المؤتمر الشعبي
لفلسطينيي الخارج" من تصعيد غير مسبوق يستهدف المسجد
الأقصى المبارك، ووصفت
ما يجري بأنه "عدوان ديني سافر يهدد هوية الأقصى الإسلامية"، محملة
حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا أسمته "محاولة تحويل ساحات الحرم
الشريف إلى كنيس يهودي".
وفي بيان صادر عن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي
الخارج أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21"، كشفت اللجنة أن الاحتلال الإسرائيلي
استغل انشغال العالم بالحرب على غزة لتسريع تنفيذ مخطط
تهويدي خطير داخل المسجد
الأقصى. وأشارت إلى السماح مؤخرًا للمستوطنين بإقامة طقوس "بركات
الكهنة" التوراتية، وتنظيم حفلات زفاف وبلوغ ديني، بل ووصول الأمر إلى إقامة
أول حفل موسيقي داخل باحات المسجد الأقصى بتاريخ 30 تموز/يوليو.
"الهيكل"
يزحف إلى الأقصى
ورأت اللجنة أن هذه الانتهاكات تمثل تحولًا
خطيرًا يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني، نحو فرض هوية توراتية موازية للمكان، في
سياق ما وصفته بـ"التأسيس المعنوي للهيكل". وأكدت أن الاحتلال يسعى بشكل
حثيث إلى إدخال "القربان الحيواني" باعتباره ذروة الطقوس التوراتية داخل
المسجد.
وأكدت اللجنة أن هذا التصعيد ما كان ليتم
"بهذه الجرأة لولا غياب الرد العربي والإسلامي، وتسارع موجات التطبيع،
والتواطؤ الدولي مع جرائم الاحتلال"، مطالبة الأمة بكسر هذا الصمت.
دعوة لتحرك شامل يوم الجمعة المقبل
وفي ضوء التطورات، أطلقت اللجنة نداءً
عاجلًا لتحرك شعبي ورسمي واسع، مؤكدة أن "معركة الأقصى هي معركة هوية ووجود،
لا تقل أهمية عن معركة غزة".
وأعلنت عن سلسلة من الخطوات العملية، أبرزها: إصدار نداء جامع يوضح
خطورة المرحلة ويستنهض الطاقات الشعبية والرسمية نصرة للأقصى، تخصيص خطبة الجمعة
المقبلة (8 آب/أغسطس) للحديث عن مكانة المسجد الأقصى وخطورة العدوان عليه، تنظيم
وقفات ومسيرات في عواصم ومدن العالم الإسلامي بالتزامن مع خطبة الجمعة، إطلاق
فعاليات معرفية وتثقيفية تمهيدًا لموسم الاقتحامات القادم بين 23 أيلول و14 تشرين
الأول، والذي توقعت اللجنة أن يكون "الأخطر منذ عقود"، نداء
علمائي موحّد يوجَّه لقادة الدول العربية والإسلامية، رفضًا للعجز والتطبيع.
نداء إلى علماء الأمة
ودعت لجنة القدس الشيخ الدكتور علي القره
داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة
علماء
فلسطين في الخارج، للمساهمة في قيادة تحرك علمائي موحد، يُعيد معركة الأقصى
إلى واجهة المشهد الإسلامي، ويعبّئ الشارع والمؤسسات للقيام بمسؤولياتها.
وقال الأستاذ حلمي البلبيسي، رئيس لجنة
القدس في المؤتمر الشعبي، إن تحركًا من هذا النوع سيكون له أثر "كبير
ومباشر" في وقف هذا العدوان المتصاعد، وإعادة البوصلة نحو القدس باعتبارها
القضية المركزية الأولى للأمة.
يُذكر أن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي
الخارج" يضم شخصيات وطنية وأكاديمية ومجتمعية من الشتات الفلسطيني، ويعمل على
الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة والتمسك بالقدس والمسجد
الأقصى.
وصباح أمس الأحد، جدد بن غفير، زعيم حزب
"القوة اليهودية" اليميني المتطرف، اقتحامه المسجد الأقصى في القدس
الشرقية المحتلة.
وقاد بن غفير، صلاة تلمودية في باحات
المسجد، بذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، وبثت وسائل إعلام عبرية، بينها
صحيفة "يسرائيل هيوم" والقناة السابعة، مقاطع مصورة لعملية الاقتحام.
وسبق ذلك، اقتحام مئات المستوطنين المسجد
لأقصى حيث أدوا صلوات تلمودية، على مرأى من الشرطة التي تؤمِّن الاقتحامات، ويسيطر
عليها بن غفير ضمن صلاحياته.
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت
إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية
والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات
"كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210
آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود،
إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.