رغم إنفاق دولة الاحتلال الإسرائيلي ملايين الدولارات من أجل "شرعنة" حربها على غزة دعائيًا، إلا أن الرأي العام العالمي بات يتبنى إلى حدّ كبير رواية دعم حماس.
نفذت عدة دول على مدار الأيام الماضية، عددا من الإنزالات الجوية للمساعدات فوق قطاع غزة، مع الاعتراف أن الإنزالات الجوية لا تحل مشكلة التجويع في قطاع غزة، والتي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل ليس تعبيرًا عن صحوة ضمير أو تغيير جوهري في السياسة الغربية، بل رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكداً أن أوروبا كانت ولا تزال شريكة في هذه الجريمة من خلال التسلح والصمت والتغطية السياسية، وأن هذا الاعتراف يأتي بدوافع سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء الفلسطينيين بعد صمت طويل عن المأساة التي يواجهونها.
واصل المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، تحريضه على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ونشر صورا من داخل ما سماه "مطبخ الأنفاق"، وزعم خلالها وجود وفرة من الطعام لدى مسلحي حركة حماس، رغم اعترافه بأن المشاهد التقطت قبل عدة أشهر..
رغم إدراك حكومة نتنياهو أن "غزة على شفا مجاعة" إلا أنها واصلت منع دخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع
هناك بعض الدول العربية تمنع مبدئيا أي عمل شعبي لصالح فلسطين، بل هناك من يمنع لبس الكوفية في الأماكن العمومية بشكل منهجي في بعض الدول، ووقع عندنا في الجزائر في بعض الأماكن العمومية، بل أصبح إدخال الأعلام الفلسطينية للملاعب ممنوعا، بل هناك في دول مشرقية من يمنع الدعاء لغزة، ومنع المسيرات يندرج ضمن هذه الحساسية الكبيرة تجاه تطورات الطوفان، أما عن طلب الرخصة، فقد قدمت بعض الأطراف طلبا للمسيرة الشعبية عهدنا ورُفض الطلب، ولا أريد ذكر هذه الأطراف لعدم الإحراج، وأنا شخصيا حين ألقي علي القبض بعد خروجي للشارع على اثر أول مجزرة مروعة في المستشفى المعمداني، لم يقدم إلي اللوم على عدم طلب الرخصة، بل ذكرت لي أسباب أمنية (سأتحدث عنها لاحقا) لرفض المسير في الشارع.
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من خلال قتل مئات الفلسطينيين الجائعين أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية في مواقع توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكياً، معتبرةً أن ما يجري في غزة ليس إغاثة إنسانية، بل "مصيدة موت ممنهجة" تحوّلت فيها المساعدات إلى أداة قتل جماعي وسط صمت دولي وتواطؤ واشنطن.
زار المبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجمعة غزة لمعاينة مواقع توزيع المساعدات ولقاء سكان من القطاع والاستماع لهم مباشرة.
تجهز القاهرة خطة أمنية متكاملة لما بعد حرب الاحتلال الإسرائيلي الجارية على قطاع غزة، وذلك بعد يوم واحد من توقع 17 دولة بينها مصر على "إعلان نيويورك"،
في تحول لافت للرأي العام الأمريكي منذ اندلاع حرب غزة، أظهر استطلاع جديد أن 60 بالمئة من الأمريكيين يعارضون الحرب في القطاع، مقابل 32 بالمئة فقط يؤيدونها
يكتب أبو سرية: ما قلب ظهر المجن على مجرم الحرب، فكان سببه فشله في تحرير الرهائن، وفي سحق المقاومة الفلسطينية، ومواصلته حرب الإبادة بكل أركانها، وصولاً إلى حرب التجويع، ما قلب العالم بأسره، رأساً على عقب
قال أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع زمان إسرائيل، إن "الحكومة المصغرة أعطت الضوء الأخضر للدول العربية لاستئناف عمليات إسقاط الغذاء جواً فوق قطاع غزة، بعد ضغوط سياسية غير مسبوقة عليها".
ذكرت حماس في بيانها أن "التجويع الذي يمارسه الاحتلال بلغ بغزة حدا لا يطاق ويشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني".
في ظل انسداد الأفق السياسي، واستمرار المجازر بحق المدنيين، يبدو أن الاعتراف بدولة فلسطين بات أداة بيد الدول الغربية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وإجباره على التراجع، بعدما فشلت كل الوساطات في وقف حربٍ خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأدخلت غزة في أسوأ كارثة إنسانية بتاريخها.
كشف أولمرت أن قطر نقلت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي أعربت فيها حركة حماس عن استعدادها لإجراء صفقة تبادل شاملة لجميع الأسرى فوراً، مضيفاً: "لم أكن أتوقع أن تتجاهل الحكومة مثل هذه الرسالة".