قال الرئيس
الروسي فلاديمير
بوتين إن الصراعات المستقبلية تقترب بوتيرة أسرع مما يتوقع
كثيرون، مشددًا على ضرورة استعداد بلاده تقنيًا وعمليًا لمواجهة هذا التحول
السريع.
وخلال اجتماع
للجنة
العسكرية الصناعية في موسكو، أشار بوتين إلى أن سرعة التغيرات العسكرية
العالمية تفرض على روسيا تطوير أدواتها وبرمجياتها الدفاعية، لاسيما في مجال
الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن "إمكانيات الذكاء الاصطناعي ببساطة... هائلة".
شدد بوتين على
أن التجربة الروسية في أوكرانيا أصبحت اليوم تحت المجهر العالمي، إذ قال إن
"جميع جيوش العالم وقادة صناعة الأسلحة وشركات التكنولوجيا العسكرية يدرسون
اليوم تجربة روسيا في العملية العسكرية الخاصة، من حيث التكتيكات والتكنولوجيا"،
معتبرا أن الاهتمام الدولي يعكس حجم التأثير الذي أحدثته موسكو في ساحة المعارك
المعاصرة.
ولفت الرئيس
الروسي إلى أن مؤسسات الإنتاج الدفاعي في روسيا استطاعت أن تحقق ديناميكية
تكنولوجية عالية بفضل التغذية الراجعة من الخطوط الأمامية، موضحًا أن التعاون
المباشر بين وزارة الدفاع ومنشآت التصنيع العسكري مكّن روسيا من الاستجابة السريعة
لمتطلبات الميدان.
وفيما يشبه
عرضًا للإنجازات، أعلن بوتين أن القوات المسلحة الروسية تسلمت أكثر من 4000 قطعة
من المدرعات، و180 طائرة ومروحية قتالية، بالإضافة إلى أكثر من 1.5 مليون طائرة
مسيّرة، وهو ما يُظهر تصاعد الاعتماد على هذا النوع من السلاح في العمليات
العسكرية.
وأشار إلى أن
منظومات الاتصالات، وأنظمة الاستطلاع، والحرب الإلكترونية شهدت تطورًا كبيرًا، وصل
في بعض الحالات إلى الضعف، ما يعكس استثمارًا واسعًا في البنية التحتية العسكرية
الرقمية.
وفي سياق أكثر
استراتيجية، تحدث بوتين عن ضرورة تسريع إنتاج البرمجيات الدفاعية المحلية، وحماية
البنية التقنية من أي اختراق خارجي، ودمج هذه الأنظمة في منظومات القيادة والسيطرة
الآلية، مضيفًا أنه "لا يمكن لأي اجتماع أو قطاع اليوم أن يخلو من الحديث عن
الذكاء الاصطناعي، وعلينا إدراك حجم التطور الذي نحتاج إليه في هذا المجال".
هكذا، بدا أن
بوتين لا يتحدث فقط عن معركة دائرة، بل عن سباق تسلح تكنولوجي طويل الأمد، تسعى
فيه روسيا إلى ترسيخ نفسها كقوة عسكرية لا تُراقب فقط، بل تُحتذى.