سياسة عربية

أحزاب عراقية شيعية ترفض دعوة الشرع لحضور القمة العربية في بغداد

أحزاب شيعية ترفض حضور الشرع قمة بغداد: "دماؤنا ليست رخيصة" - الأناضول
ندّد عدد من السياسيين العراقيين البارزين المنضوين في المعسكر الموالي لإيران، باحتمال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى بغداد، وذلك عقب توجيه دعوة رسمية له من قبل الحكومة العراقية للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في السابع عشر من أيار/ مايو المقبل.

وشهد الأسبوع الجاري أول لقاء رسمي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس السوري أحمد الشرع، حيث جمعهما اجتماع في العاصمة القطرية، الدوحة، برعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. 

ولم يُكشف عن تفاصيل اللقاء عبر الإعلام الرسمي في العراق وسوريا وقطر إلا بعد مرور أيام على انعقاده، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العراقية، لا سيما بين أطراف محسوبة على "الإطار التنسيقي" الحاكم، الذي أوصل السوداني إلى رئاسة الحكومة.

وفي هذا السياق، عبّرت قوى سياسية وفصائل مسلحة عراقية عن رفضها للدعوة التي وجهها السوداني للشرع. 

فقد أكد "حزب الدعوة الإسلامية" في بيان رسمي أنه رغم التزام العراق بميثاق جامعة الدول العربية الذي يفرض دعوة جميع الدول الأعضاء دون استثناء، فإن من الضروري أن يخلو سجل أي مشارك في القمة من التهم أو الإدانات الجنائية، سواء على الصعيد العراقي أو الدولي، التزاماً بالقانون الدولي.


وأضاف الحزب في بيانه: "دماء العراقيين ليست رخيصة حتى يُرحب بمن شارك في إراقتها أو انتهك حرماتهم"، مشدداً على أن من تلطخت أيديهم بجرائم موثقة بحق العراقيين لا يجوز استقبالهم أو منحهم الشرعية. 

واستشهد البيان برفض عدة دول أوروبية استقبال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب مذكرات اعتقال صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، داعياً إلى اتخاذ الموقف ذاته في العراق، "وفاءً لدماء الشهداء، واحتراماً لمشاعر ذويهم".

من جهته، أشار الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، إلى أن إقامة علاقات بين العراق وسوريا "أمر ضروري وذو مصلحة متبادلة"، لكنه شدد على أن "دعوة رئيس النظام السوري الحالي لزيارة العراق سابقة لأوانها"، مرجحاً أن تؤدي إلى "تداعيات قانونية وأمنية"، لا سيما في ظل وجود مذكرة اعتقال نافذة بحقه، بحسب قوله. 


ودعا الخزعلي إلى ضرورة احترام قرارات القضاء العراقي، والالتزام بمبدأ فصل السلطات.

بدوره، اعتبر المسؤول الأمني في "كتائب حزب الله"، أبو علي العسكري، أن القمم العربية "عُقدت مراراً في غياب سوريا والعراق وليبيا، ولم تتوقف بسبب غياب أبي محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة"، على حد وصفه. 


وأعلن تأييده لفتح الحدود العراقية السورية بشكل جزئي، من أجل تسهيل التبادل التجاري والزيارات الدينية، لما في ذلك من منفعة للشعبين.

وكان اللقاء بين السوداني والشرع في الدوحة قد أسفر عن تسليم دعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي إلى الرئيس السوري، لحضور أعمال القمة العربية في بغداد، وهو ما فجّر موجة من السجالات السياسية حول توقيت الدعوة ودلالاتها في ظل الاصطفافات الإقليمية والتوازنات الداخلية العراقية.