حول العالم

دراسة صادمة.. 79% من المراهقين في لبنان "جربوا" المخدرات

وزارتا الصحة والتربية أطلاقا الحملة الوطنية "صحة المراهقين: الترند الصحي" - CC0
وزارتا الصحة والتربية أطلاقا الحملة الوطنية "صحة المراهقين: الترند الصحي" - CC0
شارك الخبر
تحولت معاناة المراهقين في لبنان من مجرد ظاهرة هامشية أو حالات فردية معزولة، إلى مؤشر مقلق على أزمة صحية ونفسية واجتماعية تتفاقم حيث كشف "المسح العالمي لصحة الطلاب في المدارس – لبنان" عن أرقام صادمة تظهر أن فئة واسعة من المراهقين تعيش تحت ضغط نفسي مرتفع، وتدخل مبكرا في مسارات خطرة تبدأ من القلق ولا تنتهي عند التفكير بالانتحار أو تعاطي المخدرات.

وشمل المسح، الذي نفذ بإشراف منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع وزارتي الصحة العامة والتربية والتعليم العالي، نحو 3750 طالبا من 51 مدرسة رسمية وخاصة، ضمن عينة اختيرت من أصل 62 مدرسة على مختلف الأراضي اللبنانية، وركز على محاور متعددة تتعلق بالصحة النفسية والجسدية والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

وكشفت النتائج أكثر من ربع المراهقين المشاركين (27 بالمئة) أفادوا بمعاناتهم المتكررة من القلق والتوتر، فيما قال 18 بالمئة إنهم راودتهم أفكار انتحارية خلال السنة السابقة للمسح، الأخطر أن 22 بالمئة أقرّوا بوضع خطط للانتحار، بينما أشار نحو 14 بالمئة إلى محاولات فعلية لم تنتهِ بالموت.

ولا تنفصل هذه المؤشرات النفسية عن أنماط سلوكية خطرة تبدأ في سن مبكرة، فبحسب المسح، قال 62 بالمئة من الطلاب إنهم دخّنوا أول سيجارة قبل سن الرابعة عشرة، فيما تبيّن أن 65 بالمئة تذوّقوا الكحول للمرة الأولى في العمر نفسه، و79 بالمئة جرّبوا نوعاً من المخدرات قبل بلوغ هذا السن. وتُظهر الأرقام أن التجربة لا تتوقّف عند حدود الفضول، إذ إن 29 بالمئة من الطلاب يدخّنون حالياً، وتنتشر السيجارة الإلكترونية على نحو خاص بين المراهقين (24 بالمئة) مقارنة بالسجائر التقليدية 16بالمئة.

اظهار أخبار متعلقة


وعلى مستوى المواد المخدّرة والأدوية، فيكشف المسح عن استخدام 3 بالمئة من الطلاب للقنّب، والنسبة نفسها للأمفيتامينات، في حين سجّلت نسب أعلى لاستخدام الأدوية النفسية (25 بالمئة) والمهدّئات وأقراص النوم (17بالمئة)، مستفيدة من سهولة الحصول عليها من دون وصفات طبية، وانخفاض كلفتها.

وكشف المسح أن 71 بالمئة من المراهقين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً على الإنترنت، و63 بالمئة لا يحصلون على الحد الأدنى الموصى به من النوم (ثماني ساعات). كما أقرّ أكثر من 80 بالمئة بعدم ممارسة أي نشاط بدني يومي، ما انعكس زيادة في الوزن لدى 28 بالمئة، وسمنة لدى 8% بالمئة وفي الفضاء الرقمي، تعرّض 28 بالمئة للتنمّر و13.8 بالمئة للابتزاز الإلكتروني.

وتربط دراسات وخبراء، من بينهم مختصون في الإرشاد السلوكي والاجتماعي، هذه الأرقام بسياق أوسع من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، وضعف الدعم النفسي في المدارس، وتراجع دور الأنشطة الشبابية والمنظمات الأهلية. ويُضاف إلى ذلك تأثير منصّات التواصل الاجتماعي، التي تستهدف المراهقين بمحتوى وتحدّيات بلا ضوابط.

في مواجهة هذا الواقع، أطلقت وزارتا الصحة والتربية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الحملة الوطنية "صحة المراهقين: الترند الصحي"، في محاولة لاعتماد خطاب قريب من لغة المراهقين وأدواتهم الرقمية، والتركيز على الصحة النفسية، والتغذية، والنشاط البدني، والصحة الرقمية، والوقاية من المواد الضارّة.

التعليقات (0)