تسببت أمطار غزيرة جراء منخفض جوي تشهده المنطقة، بانهيار جزئي في
جدار الفصل العنصري قرب مدينة الخليل جنوبي
الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب انهيارات ترابية في طرق وسط الضفة، فيما أظهر مقطع مصور تدميرًا كاملًا لجزء من
الجدار المشيد من الخرسانة.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية ما حدث بأنه "أخطر حادث" من الناحية الأمنية بالقرب من قرية الرمادين في جنوب جبل الخليل، بعد أن انهار جزء رئيسي وطويل من الجدار الفاصل (جدار الفصل العنصري) بالكامل تحت ضغط مياه الأمطار والطين، حيث تُعد هذه "منطقة حدودية شديدة الحساسية".
وتقع المنطقة بالقرب من "قرى معادية" حسب الوصف الإسرائيلي، ضمن مناطق السلطة الفلسطينية، وفي غضون ذلك، قالت الصحيفة إن جيش الاحتلال بدأ بمعالجة المشكلة، فيما تقوم ما سمتها بـ"إدارة الحدود" بتقييم الأضرار والإجراءات اللازمة لإصلاح الجدار.
وأضافت: "صدرت تعليمات للجيش بتوفير تدابير أمنية عند المقطع المنهار لمنع التسلل عبر الفتحة التي أُنشئت".
اظهار أخبار متعلقة
من جهة ثانية، تسببت الانهيارات والانزلاقات الأرضية في تعطيل الحركة على طرق رئيسية وفرعية غرب رام الله وسط الضفة الغربية، كما تضررت عدة مركبات دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، وأكد خبير الأرصاد الجوية قصي الحلايقة أن "البلاد شهدت كميات كبيرة من الأمطار خلال ساعات قليلة في مناطق واسعة"، ولفت الحلايقة، إلى تسجيل أعلى الهطولات في مناطق شمالي الضفة، راوحت بين 80 و100 ملم.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن المناطق الغربية من القدس وبيت لحم والخليل تلقت كميات جيدة من الأمطار، فيما تراجع الهطل كلما اتجهت شرقًا، وتشهد فلسطين منذ صباح الثلاثاء حالة من عدم الاستقرار الجوي مصحوبًة بأمطار غزيرة ورياح نشطة، وسط تحذيرات من السيول في المناطق المنخفضة، واحتمال حدوث مزيد من الانهيارات في الطرقات.
وجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، تسميه دولة الاحتلال بـ"جدار منع العمليات الإرهابية"، وتطلق عليه الحكومة الفلسطينية "جدار الضم والتوسع"، وشرعت حكومة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون ببنائه في 23 حزيران/يونيو 2002، بين الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة على امتداد ما يطلق عليه بـ"خط الهدنة لسنة 1949".
وادعت دولة الاحتلال أن الهدف من بنائه منع دخول السكان الفلسطينيين إلى إسرائيل أو المستوطنات القريبة، بينما يقول الفلسطينيون إنه محاولة لإعاقة حياتهم وضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل، واتخذت محكمة العدل الدولية في 2004 قرارا استشاريا يقضي بإدانته وتجريمه، وطالبت إسرائيل بوقف البناء فيه وتعويض المتضررين، داعية الدول إلى عدم الاعتراف بالوضع الناجم عنه.
ويمرُّ الجدار عبر أراض مأهولة وزراعية في الضفة، ويخترق 8 محافظات فلسطينية تضم 180 تجمعا، وتتوزع مساحة الجدار الإجمالية بين أراض زراعية تشكل نسبة 47 بالمئة، ومستوطنات وقواعد عسكرية وتشكل نحو 15 بالمئة، ومناطق مفتوحة وغابات وتشكل قرابة 34 بالمئة.
اظهار أخبار متعلقة
ويبلغ طول الجدار حوالي 713 كيلومترا حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عام 2022، ويقع 85 بالمئة من الجدار داخل أراضي الضفة، ويتراوح عرضه بين 60 مترا و150 مترا، وارتفاعه 8 أمتار، ويُقدر طول الجدار الشرقي الممتد من الشمال إلى الجنوب، بحوالي 200 كيلومتر، وسيطرت إسرائيل عبره على منطقة الأغوار التي تُعتبر سلة الغذاء لفلسطين والمصدر الرئيسي للغذاء للشعب الفلسطيني.
ومن ناحية القدس يبلغ ارتفاع الجدار 8 أمتار، وطوله حوالي 168 كيلومترا، منها 5 كيلومترات تتبع الخط الأخضر، وبقيتها تمتد 22 كيلومترا داخل عمق الضفة الغربية، كما وحرمت القيود الإسرائيلية الفلسطينيين من استغلال أكثر من ثلث مساحة الضفة الغربية.