شهد المتحف
المصري
الكبير في الجيزة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أقل من أسبوعين على
افتتاحه الرسمي، وعقب انتشار مقاطع مصورة أظهرت ثلاث فتيات وهن يضعن مستحضرات تجميل
على وجوه تماثيل أثرية داخل القاعة الرئيسية، من بينها تمثال رمسيس الثاني، ضمن مقاطع
"تريند" على منصة "تيك توك" حمل عنوان “Get
Ready" with Sitti"
استعدي مع الجدة.
وبدأت الأجهزة المختصة
بمديرية أمن الجيزة تحقيقات عاجلة لتحديد هوية الفتيات والتحقق من صحة المقاطع التي
تجاوزت 28 مليون مشاهدة خلال 48 ساعة، وسط ترجيحات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
في بعضها، وتعمل فرق فنية على فحص المقاطع للتأكد مما إذا كانت حقيقية أو معدّلة رقميًا
قبل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأشعل الفيديو موجة
انتقادات حادة من رواد مواقع التواصل، الذين وصفوا الواقعة بأنها "إهانة للحضارة
المصرية"، مطالبين بتشديد الرقابة داخل المتحف.
اظهار أخبار متعلقة
من جانبه، علّق الأمين
العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى وزيري، على الواقعة مؤكدًا أن "لمس
الأثر جريمة يعاقب عليها القانون"، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصرفات "تُعد
خرقًا للقوانين المنظمة لحماية التراث الأثري"، وأضاف أن الحفاظ على قدسية المواقع
الأثرية مسؤولية جماعية، داعيًا الزوار إلى احترام المكان وتاريخه الممتد عبر آلاف
السنين.
وفي السياق ذاته، فتحت
وزارة السياحة والآثار تحقيقًا داخليًا حول الواقعة، مؤكدة في بيان أولي أن المتحف
هو “صرح حضاري عالمي يجب أن يُعامل بما يليق بمكانته، وليس ساحة لتصوير محتوى ترفيهي
أو شخصي”. وأوضحت المصادر أن الوزارة ستراجع نظم الدخول والتفتيش لمنع إدخال أدوات
تصوير غير مصرح بها أو مواد يمكن أن تضر بالقطع الأثرية.
وجاءت الوقعة بعد إلقاء
قوات الأمن المصرية القبض على شاب يدعى أحمد السمالوسي، بعد انتشار مقطع فيديو له وهو
يتلو آيات من القرآن الكريم داخل المتحف الكبير، أمام تماثيل فرعونية ضخمة.
وتأتي هذه الواقعة
بعد أيام من حادثة أخرى أثارت الجدل داخل المتحف نفسه، حين ألقت الأجهزة الأمنية القبض
على شاب تلا آيات من القرآن الكريم أمام تماثيل فرعونية، واعتبرت وزارة السياحة أن
مثل هذه التصرفات، رغم عدم مخالفتها للدين، "غير مناسبة للسياق الحضاري والثقافي
للمتحف".