حذّر خبراء في
الذكاء الاصطناعي من سيناريو قاتم قد يقود إلى فناء البشرية إذا لم يتم السيطرة على التطور المتسارع لهذه التكنولوجيا، مشيرين إلى أن خطورتها قد تتجسد في فيروسات مُصطنعة أو وسائل أخرى يصعب التصدي لها إذا لم يُضغط "زر الإيقاف".
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن هذه التنبؤات قدّمها العالمان إليعازر يودكوفسكي ونايت سواريس في كتابهما الجديد بعنوان "إن أنشأ أي أحد ذلك، سيموت الجميع: لماذا سيقتلنا الذكاء الاصطناعي الخارق جميعا"، حيث حذّرا من أن مجرد تجربة واحدة ناجحة لبناء ذكاء اصطناعي فائق قد تكون كافية لإبادة البشرية.
وأوضح الباحثان، اللذان يعملان في معهد أبحاث الذكاء الآلي في بيركلي (MIR)، أن الخطر يكمن في أن الذكاء الاصطناعي قد يشغل في المستقبل محطات الطاقة والمصانع بدلا من البشر، ليعتبرهم لاحقا "كائنات يمكن الاستغناء عنها"، مما يقود إلى ما وصفاه بـ"الانقراض التقني".
ونقل موقع "Vox" عن الفريق البحثي قوله إن صِغر قدرات العقل البشري مقارنة بذكاء الآلة قد يمنع إدراك زاوية الهجوم في الوقت المناسب، إذ يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُخفي نواياها حتى يفوت الأوان لوقفها.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار تقرير صحيفة "ديلي ستار" إلى أن الخطر يكمن في أن "الخصم الفائق الذكاء لن يكشف عن قدراته الكاملة أو يعلن عن نواياه" مسبقا.
واعتبر الباحثان أن السبيل الوحيد لتجنب "يوم القيامة" هو القضاء على الخطر في مهده عبر استهداف مراكز البيانات التي تظهر مؤشرات على تطوير ذكاء اصطناعي خارق، مرجحين احتمال حدوث "نهاية العالم بسبب الذكاء الاصطناعي" بنسبة تتراوح بين 95 بالمئة و99.5 بالمئة.
وفي المقابل، قدم عالما الأحياء مايكل هوشبرغ وبول ريني، من معهد سانتا في بولاية نيو مكسيكو، رؤية مختلفة، إذ أشارا في تصريحاتهما لموقع "Naukatv.ru" إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يشكّل مرحلة جديدة من التطور بعد الإنسان.
ورأى العالمان أن الاندماج المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياة البشر وتأثيره على سلوكهم قد يؤدي إلى نشوء شكل جديد من "الفردية الجماعية" التي تخضع لآليات الانتقاء الطبيعي.
وشبها ذلك بالميتوكندريا، التي كانت كائنات مستقلة قبل أن تصبح جزءًا أساسياً من الخلايا الحية، معتبرين أن البشر قد يتحولون إلى مكوّن داخل منظومة أوسع يقودها الذكاء الاصطناعي باعتباره "كائناً فائقاً"، يعيد تشكيل الأفكار والجهود البشرية في إطار فردية جماعية جديدة.