سياسة دولية

رسائل مسرّبة تكشف محاولة إبستين "هندسة" الجمال البشري

مسؤول سابق في وزارة العدل الأمريكية يصف إبستين بأنه عميل للمخابرات المركزية - الأناضول
مسؤول سابق في وزارة العدل الأمريكية يصف إبستين بأنه عميل للمخابرات المركزية - الأناضول
كشفت تقارير إخبارية أن رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين الذي تورط في قضايا جنائية، كان مهتما بتمويل أبحاث علمية غريبة، وببحسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن أرشيف بريده الإلكتروني الشخصي.

حيث خطط إبستين للاستثمار في "مشروع الجينوم الشخصي" بجامعة هارفارد، الذي يشرف عليه العالم الجيني جورج تشرش، حيث سأل مساعده عما إذا كان يمكن للحمض النووي أن يحدد "الجمال" البشري، معبرا عن استعداده لإنفاق أكثر من مليون دولار على هذا البحث بين عامي 2006 و2009.


وأظهرت الرسائل أن إبستين كان يتأمل مفهوم الجمال بمقارنات غير اعتيادية، حيث تساءل في إحدى رسائله عن أوجه التشابه والاختلاف بين جمال الجسد البشري وجمال مؤلفات موتسارت الموسيقية أو حركة لاعب البيسبول تيد ويليامز أو حتى روعة المناظر الطبيعية في الكاريبي. كما كشفت الوثائق أنه خلال مناقشات البحث، طرح تشرش فكرة "إعادة هندسة" البشر وراثيا.

وفي سياق متصل، كشف موقع RadarOnline عن ادعاءات مثيرة للجدل تشير إلى أن جيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي، كان يعمل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، وأنه كان محميًا من الملاحقة القضائية أثناء عمله مع الوكالة.

مسؤول سابق في وزارة العدل الأمريكية يصف جيفري إبستين بأنه عميل للمخابرات المركزية، وجاءت هذه المزاعم على لسان جلين براجر، موظف سابق في وزارة العدل الأمريكية، الذي زعم لمؤسس مشروع Veritas، جيمس أوكيف، أن وزارة العدل الأمريكية لم ترغب في ملاحقة جيفري إبستين لأنه مثل رصيدًا للولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أنه كان "مخبرًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.


وردت وزارة العدل بسرعة على هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن براجر لم يكن مطلعًا على الحقائق الأساسية، وقالت في بيان رسمي: ليس لديه أي فهم أو اطلاع على الحقائق الأساسية في هذا التحقيق، ولا ينبغي اعتبار تصريحاته دقيقة، ومن المثير للاشمئزاز أن يستغل شخص ما ضحايا الاعتداء الجنسي لتحقيق مكاسب شخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن إبستين أُدين في عام 2008 بتهمة الدعارة وقضى 14 شهرًا فقط ضمن برنامج إطلاق سراح مشروط، رغم حجم الجرائم المرتكبة، قبل أن يُلقى القبض عليه مرة أخرى في 2019، بتهمة الاتجار بالفتيات القاصرات واستغلالهن جنسيا، في نيويورك وفلوريدا، مستخدما أساليب تتضمن دفع مبالغ نقدية ثم توظيف بعض الضحايا لاستدراج أخريات، قبل أن يعُثر عليه ميتًا في السجن في حادثة انتحار أثارت جدلًا واسعًا، وأعاد الرأي العام الأمريكي الاهتمام بقضيته مؤخرا بعد فشل إدارة الرئيس دونالد ترامب في الإفراج عن وثائق القضية كما وعد خلال حملته الانتخابية.

حيث واجه ترامب انتقادات حادة بعد تصريح مشترك لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي نفى وجود أدلة على قيام إبستين بابتزاز شخصيات نافذة أو امتلاكه لقائمة عملاء، بينما أكدت النائبة العامة بام بوندي في مقابلة تلفزيونية لاحقة أن ملف القضية لا يزال قيد الدرس.

وحاول ترامب في مقابلات إعلامية نفي أي علاقة بالاعتداءات الجنسية لإبستين، واصفًا قضية إبستين بأنها خدعة، ونفى إرسال أي رسائل شخصية للمتحرش، كما أثار النقاد والناشطون جدلًا حول تماثيل فنية لترامب وإبستين في ناشيونال مول بواشنطن، حيث أظهرت التماثيل الرجلين في وضعيات صداقة، في إشارة ساخرة إلى علاقتهما السابقة، وورد البيت الأبيض بأن إبستين تم طرده من نادي ترامب بسبب سلوكه، مؤكدًا أن الرئيس دعا دائمًا للشفافية بشأن ضحايا إبستين، وأن وسائل الإعلام لم تتصرف بالمثل لسنوات.
التعليقات (0)