اتسع نطاق
تفشي جدري القردة في القارة الأفريقية، حيث أعلنت أكثر من 11 دولة تسجيل إصابات مؤكدة بالمرض، فيما تستنفر الحكومات الأفريقية جهودها للتصدي للمرض.
وأعلنت كل من الكونغو الديمقراطية، والكاميرون، والغابون، وغينيا، ونيجيريا، ورواندا، وأوغندا، وبوروندي، وغانا، ووسط
أفريقيا، والسنغال، تسجيل إصابات بالمرض.
وحذرت
منظمة الصحة العالمية قبل أشهر من تفشي جدري القردة في دول أفريقية، وأعلنت تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة تطورات انتشار المرض في الكونغو الديمقراطية بشكل خاص واحتمال تفشيه في عموم القارة السمراء.
اظهار أخبار متعلقة
وأثار ظهور أول إصابة مؤكدة بجدري القردة في السنغال قبل يومين قلقا في دول غرب القارة الأفريقية، وسط مخاوف من تسارع انتشار المرض بالغرب الأفريقي.
وأعلنت وزارة الصحة السنغالية قبل يومين تسجيل حالة إصابة بمرض جدري القرود إثر دخول مواطن أجنبي إلى البلاد في 19 من أغسطس الجاري، حيث "ظهرت عليه أعراض تشير إلى إصابته بالمرض"، وأوضحت الوزارة في بيان، أنها أُبلغت بتأكيد حالة الإصابة.
وأضافت أن المصاب نقل إلى قسم الأمراض المعدية بمستشفى افّان في 21 أغسطس 2025، حيث أُخذت منه عينة، وجاءت نتيجة العينة إيجابية، فيما أكدت استقرار حالة المريض، مشيرة إلى أنه "يتلقى الرعاية اللازمة وفقا للبروتوكولات الصحية المعمول بها".
وأكدت الوزارة أن السلطات السنغالية "اتخذت على الفور جميع الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض"، داعية المواطنين السنغاليين إلى توخي "الهدوء، واتباع إرشادات الوكلاء الصحيين، والاتصال بأقرب مرفق صحي في حال ظهور أعراض" المرض.
وفي موريتانيا المجاورة للسنغال، أعلنت السلطات أنها رفعت مستوى الجاهزية وعبأت الوسائل الضرورية تحسبا لأي طارئ.
وقالت وزارة الصحة الموريتانية، إنها اتخذت إجراءات وقائية إثر ظهور حالة من جدري القردة بإحدى دول الجوار، في إشارة إلى السنغال.
وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات تتضمن تعزيز المراقبة الصحية على جميع المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية، وتوجيه الطواقم الصحية الجهوية والمحلية لرفع درجة اليقظة والكشف المبكر، وتكوين الطواقم المعنية، وتكثير وتوزيع تعريفات الحالات على جميع المنشآت الصحية، مع تنظيم تمارين محاكاة عملية.
ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التحلي باليقظة والالتزام بالإرشادات الصحية، مؤكدة أن المصالح المختصة رفعت مستوى الجاهزية وعبأت الوسائل الضرورية تحسبا لأي طارئ.
وعقدت إدارة الطب الوقائي ومكافحة المرض اجتماعا طارئا حضره الشركاء الفنيون والخبراء، تم خلاله استعراض الوضعية الوبائية وتقييم مستوى الخطر.
وكانت بؤرة انتشار المرض من الكونغو الديمقراطية العام الماضي، حيث تأكدت إصابة 27 ألف شخص، توفي منهم أكثر من 1100، معظمهم من الأطفال.
وتعتبر الحالات المؤكدة جزءا فقط من الحالات المشتبه فيها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إذ إن عددا كبيرا من حالات جدري القرود المشتبه فيها لا يتم اختبارها وبالتالي لا يتم تأكيدها في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب محدودية القدرة على التشخيص.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن التفشي المستمر للمرض يرجع إلى عدة أنواع من الفيروس، بما في ذلك المتغير "كلاد إل بي"، الذي ينتشر بشكل رئيسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة لها.
وتم اكتشاف المتغير الجديد لأول مرة في جنوب كيفو، إحدى المقاطعات الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويقدر أنه ظهر في منتصف سبتمبر 2023، وفقا لتقرير سابق من منظمة الصحة العالمية.
ما هو جدري القردة؟
جدري القرود مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ، ينتقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.
ومع أن الجدري كان قد استؤصل في عام 1980، فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول منظمة الصحة؛ إنها وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، وفق المنظمة.
اظهار أخبار متعلقة
وحسب الصحة العالمية، تتراوح فترة حضانة جدري القرود (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض) بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.
ووفق منظمة الصحة العالمية فإن أعراض الإصابة بجدري القردة، تشمل الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
وتقول المنظمة، إنه إذا تم رصد الأعراض والتشخيص، يُطلب من المصاب عزل نفسه في المنزل، حتى يختفي الطفح الجلدي، وتتساقط القشور، وتتكون طبقة جديدة من الجلد، ويستغرق هذا عادة حوالي 2-4 أسابيع.
الوقاية من المرض
وتوصي منظمة الصحة العالمية للوقاية من هذا المرض، بتجنب الاتصال بالأشخاص الذين اشتبهوا أو أكدوا وجود جدري القردة، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة سواء كانت حية أو ميتة أو أي أدوات خاصة بالحيوان المريض.
وتوصي المنظمة أيضا بتنظيف اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة بعد ملامسة الشخص المصاب وملابسه وغطاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لامسوها، بالإضافة إلى ارتداء الكمامة، خاصة إذا كان الشخص يسعل، وطهي اللحوم بشكل صحيح قبل الأكل.