في بلدة بيلفيل بولاية
تكساس الأمريكية، يقدّم مطعم "
ترامب برغر" وجبات سريعة بطابع سياسي فريد، حيث تُباع شطيرة "ترامب برغر" بثمن أقل بثلاث مرات من "
بايدن برغر" التي تتضمن مكونات توصف بأنها غير طازجة، كالخبز اليابس والطماطم الذابلة.
ويُظهر هذا التمييز الواضح في الأسعار والمكونات انحيازاً صريحاً من أصحاب المطعم لصالح الرئيس دونالد ترامب.
يقع المطعم، الذي يضم نحو عشر طاولات، على بُعد 90 دقيقة غرب مدينة هيوستن، ويُعد أحد أربعة فروع ضمن سلسلة صغيرة في ولاية تكساس، تأسست عام 2020، وهو العام الذي شهد هزيمة ترامب في الانتخابات أمام جو بايدن.
ويتمتع المطعم بشعبية كبيرة، لا سيما في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يقصده راكبو دراجات "هارلي ديفيدسون" والعائلات الأمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
يتجلى حضور ترامب في كل زاوية من زوايا المطعم، من خلال الصور، والمجسمات الكرتونية، واللافتات، والقبعات، والقمصان التي تحمل شعارات حملته الانتخابية لعام 2024، رغم أن المطعم لا يتبع لمنظمة ترامب العقارية التي يديرها ترامب وأبناؤه.
ويحمل الخبز المستخدم في تحضير الشطائر اسم ترامب، كما تتضمن قائمة الطعام شطيرة "برج ترامب" المزدوجة، التي تُباع مقابل 16.99 دولاراً، وتُعد من أكثر الوجبات طلباً.
أما "برغر بايدن"، الذي لم يعد يُقدَّم فعلياً، فقد بقي مدرجاً على القائمة بسعر 50.99 دولاراً، في خطوة رمزية يعبر من خلالها أصحاب المطعم عن رفضهم لسياسات الرئيس السابق جو بايدن، ويتهمونه بـ"الغش" في انتخابات 2020، وبالوقوف وراء موجة التضخم التي تشهدها البلاد.
يعمل في مطبخ المطعم عدد من العمال من أصول أمريكية لاتينية، بعضهم لا يحمل وثائق إقامة قانونية، في تناقض واضح مع مواقف إدارة ترامب التي تعهدت بتنفيذ حملات ترحيل جماعية ضد المهاجرين غير النظاميين.
من جهة أخرى، عبّر بعض الزبائن عن رضاهم التام مع انطلاق الولاية الثانية للرئيس ترامب، إذ رأى جيسون سوليفان، وهو عامل في قطاع النفط والغاز، أن البلاد تشهد "انتعاشاً اقتصادياً" بفضل السياسات المواتية للاستثمار في الوقود الأحفوري ورفع القيود البيئية.
وفي السياق ذاته، قالت المتقاعدة كيم فانيك (59 عاماً) إن مشاريع عديدة كانت مجمدة بدأت تتحرك من جديد، مؤكدة أن ترامب "على الطريق الصحيح"، وأن السنوات المقبلة ستكون مليئة بالنتائج الإيجابية.
اظهار أخبار متعلقة
غير أن هذا الحماس لا يعمّ الجميع؛ فثمة من أبدوا شكوكهم حيال بعض سياسات ترامب. من بينهم أوغست موني، وهو جمهوري في الرابعة والثلاثين من عمره، يعمل في قطاع التكنولوجيا الصحية، حيث انتقد بشدة السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية التي أدّت، برأيه، إلى حالة من الغموض الاقتصادي.
كما أبدى تحفظه إزاء ترحيل المهاجرين من أصول أمريكية لاتينية المشتبه بانتمائهم إلى عصابات إجرامية إلى سجن في السلفادور، واصفاً الأمر بأنه "خطير ومليء بالمخاطر".
وبين مؤيد ومتحفظ، يبقى مطعم "ترامب برغر" نموذجاً مصغراً للاستقطاب السياسي الحاد الذي يشهده المجتمع الأمريكي في حقبة ما بعد ترامب.