حول العالم

كم من الوقت يستغرق تحلل جسم الإنسان؟ المراحل والعوامل المؤثرة

 حجم الجسم يلعب دورا مهما  في عملية التحلل- CCO
حجم الجسم يلعب دورا مهما في عملية التحلل- CCO

نشر موقع "سوبر كوريوسو" الإسباني تقريرا تحدث فيه عن المراحل التي يمر بها الجسم أثناء عملية التحلل، والإجابة عن سؤال: كم من الوقت يستغرق الجسم ليتحلل؟

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الوقت الذي يستغرقه الجسم في التحلل يعتمد على عدة عوامل. وحسب الخبراء، يمكن أن تتحلل الجثة بشكل أسرع أو أبطأ اعتمادًا على الظروف التي تحفظ فيها؛

إذا كانت في مكان مفتوح أو مغلق أو تحت الماء أو تحت الأرض، أو إذا كانت محنطة، فهذه كلها عوامل تؤثر على عملية التحلل وسرعتها.

وأضاف أن حجم الجسم يلعب دورا مهما أيضا. ولكن يتفق الخبراء على أن الجثث عندما تتحلل تمر دائمًا بنفس المراحل الأربع المتعارف عليها: المرحلة الباردة، ومرحلة الانتفاخ، ومرحلة التعفن، وأخيرًا مرحلة تفكك الهيكل العظمي للإنسان.

المرحلة الباردة

تبدأ هذه المرحلة مباشرة بعد توقف القلب، حيث يتوقف ضخ الدم في الجسم، وتنخفض درجة حرارة الجثة تدريجيًا حتى تصل إلى درجة حرارة الوسط المحيط.

يتغير لون بعض مناطق الجسم إلى الأزرق أو البنفسجي نتيجة تراكم الدم في مكان واحد بسبب الجاذبية، فيما يسمى بـ"ازرقاق الجثة"، وهي المرحلة التي تسبق تيبس الجثة (التيبّس الرمي)، عندما تتصلب العضلات وتتقيد حركة المفاصل لفترة من الزمن.

مرحلة الانتفاخ

تبدأ مرحلة الانتفاخ عندما تظهر التورمات الأولى في البطن، والتي تنتج عن تحلل الغازات المحبوسة في الجسم بفعل البكتيريا الموجودة في الأمعاء والأنسجة. ومع زيادة كمية الغازات، قد ينتفخ الجذع وأجزاء من الأطراف.

هذه الغازات من العوامل التي تؤثر على الوقت الذي يستغرقه الجسم للتحلل، كما أنها تعطي للجثة الرائحة المميزة للتحلل.

وإذا كانت الجثة في الهواء الطلق، فإن العديد من الحشرات (مثل الذباب) ستتمكن من إيداع يرقاتها فيها، مما يسرع من عملية التحلل. إذا لم يكن الجسم الميت مصابًا بجروح، فقد تستغرق هذه العملية وقتًا أطول، أما في حال كانت هناك جروح مفتوحة، فإن الحشرات ستَستغلها لإيداع بيضها فيها والوصول بشكل أسرع إلى الأنسجة الداخلية.

مرحلة التعفن

يبدأ ما يُعرف بمرحلة التعفن عندما تنبعث رائحة كريهة قوية من الجثة نتيجة تحلل الغازات والأنسجة المتراكمة. في هذه المرحلة، تتغذى الحشرات واليرقات على الأنسجة الميتة، مما يساعد على إطلاق مزيد من الغازات والسوائل من داخل الجسم.

تنتهي هذه المرحلة عادة عندما تغادر اليرقات الجزء الداخلي من الجسم لتتغذى على الجزء الخارجي منه، بعد أن تكون قد استهلكت جزءًا كبيرًا من الأنسجة الرخوة.

ويقسّم بعض الخبراء مرحلة التعفن إلى قسمين:

التعفن النشط:
حيث يكون نشاط الحشرات واليرقات في ذروته، وتتحلل معظم الأنسجة الرخوة.

التعفن المتقدم: عندما ينخفض نشاط الحشرات والديدان لأنه لم يعد لها أنسجة كافية لتتغذى عليها، وتبقى أجزاء أكثر صلابة مثل الأوتار وبعض الأنسجة المجففة.

مرحلة تفكك الهيكل العظمي

في المرحلة الأخيرة من تحلل الجثة، يتفكك الهيكل العظمي عندما لا يبقى من الجثة سوى العظام وبعض بقايا الجسم الأخرى، على غرار الغضروف والجلد الجاف في بعض المواضع.

في هذه المرحلة، تكون معظم الأنسجة الرخوة قد اختفت تقريبًا، ولا يتبقى سوى الهيكل العظمي الذي يستمر في الخضوع لعمليات بطيئة من التفتت والتآكل بحسب نوع التربة والظروف المحيطة. لكن

كيف يساعدنا هذا على معرفة الوقت الذي يستغرقه الجسم في التحلل؟

عوامل ينبغي الانتباه إليها

بعد معرفة المراحل التي يمر بها الجسم عندما يتحلل، يصبح من السهل فهم سبب اختلاف فترات التحلل من حالة إلى أخرى.

فعلى سبيل المثال، يمكن لجثة تُركت في غابة في أوائل الشتاء أن تبقى سليمة تقريبًا لبقية الموسم، ولن تنتقل إلى المرحلة الثانية من التحلل (الانتفاخ والتعفن النشط) إلا عندما يصبح الطقس أكثر دفئًا، فخلال فصل الشتاء يكون هناك عدد أقل من الحشرات التي يمكن أن تتغذى على الجثة، كما أن درجات الحرارة المنخفضة تبطئ نشاط البكتيريا، لذلك تظل سليمة لفترة أطول. وإذا تجمدت الجثة تمامًا، يمكن أن تتحمل العوامل الخارجية لفترة أطول بكثير.

وزن الجثة أو حجمها مؤشر آخر ينبغي الانتباه له عند الإجابة عن السؤال المتعلق بالوقت الذي يستغرقه الجسم ليتحلل. فعلى عكس ما قد يعتقده البعض، تتحلل جثة الشخص البدين أسرع بكثير من جثة الشخص النحيف؛ إذ تتوفر فيها كمية أكبر من الأنسجة الدهنية والرخوة التي تتغذى عليها البكتيريا والحشرات، ما يسرّع التحلل.

من حيث الجوهر، يعتمد ذلك قبل كل شيء على مكان وجود الجثة وتحت أي ظروف توفي الشخص. ففي المناخ الاستوائي، يمكن للجسم الوصول إلى مرحلة تفكك الهيكل العظمي في غضون عامين تقريبًا، بسبب الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية ونشاط الحشرات المستمر.

أما في ظروف أقل ضررًا بأنسجة الجسم، مثل البيئات الجافة جدًّا أو الباردة، أو عند وجود الجثة في كهوف أو أماكن مغلقة تمنع الحشرات من الوصول إليها، فيمكن الحفاظ على الجثة لمدة تصل إلى مئات السنين. وذلك دون أن نتحدث عن المدة التي يمكن أن يبقى فيها الجسم سليما إذا تم تحنيطه أو حفظه بطرق خاصة.

وبالنسبة للأشخاص المدفونين بطريقة "طبيعية"، فتعتمد المدة التي تستغرقها جثثهم للتحلل على نوع التربة وعمق الحفرة، ومدى رطوبتها وتهويتها، وما إذا كان الميت دُفن في تابوت مغلق أم في كفن فقط.

بشكل عام، يمكن القول إن الجسم يبدأ بالتحلل خلال ساعات من الوفاة، وتفقد الأنسجة الرخوة جزءًا كبيرًا من كتلتها خلال أسابيع أو أشهر، في حين قد يستغرق تحلل العظام واندثار الهيكل العظمي بالكامل من عدة أشهر إلى سنوات طويلة، تبعًا للعوامل البيئية والفيزيائية التي تحيط بالجثة. هذه التقديرات تقريبية، لكنها توضح أن جواب سؤال: "كم من الوقت يستغرق الجسم ليتحلل؟" ليس رقمًا واحدًا ثابتًا، بل مدى واسع تحدّده ظروف موت الإنسان وبيئته بعد الوفاة.

التعليقات (2)
روفياا
الإثنين، 20-06-2022 06:29 م
ربي يرحم جميع موتانا
أحمد
الإثنين، 15-03-2021 06:01 م
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل