هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقد تحدثت الآيات الكريمة عن صفات وأحوال سليمان الحكيم، فهي صفات وأحوال تحكي مواقف حاكم مسئول عن إدارة شئون الأرض، لما عليها من مخلوقات، فهل كانت هذه المسئوليات الهائلة التي تكاد تتصور في عصرنا، هل كانت عقبة أمام سليمان في سلوك المنهاج القيم للحكم، والطريق الناجح في الإدارة ؟ بالقطع لا. بل كان عليه السلام يدير هذه المملكة الشاسعة أحسن ما يدير الفرد شئونه مع أسرته في بيته الصغير.
تقف دير البلح، المدينة الأصغر والأقل سكاناً في قطاع غزة، كرمز حي لتاريخ فلسطيني عريق يمتد منذ العصور البرونزية وحتى العصر الحديث، مدينة تشهد على تمازج حضارات متعددة وأحداث نضالية متواصلة، لكنها اليوم تواجه تحديات كبرى مع الحرب الإسرائيلية التي تهدد وجودها وتراثها، حيث تتحول من ملاذ للنازحين إلى ساحة صراع من أجل البقاء، متشابكة بين معاناة اللجوء، تدمير التراث، وتهديد مباشر للمساحات الزراعية التي كانت دوماً نبض حياة أهلها.
الحقيقة أنه من الصعب أن أستوعب في هذه الأسطر القليلة لمحات من سيرة هذا الرجل الفذة، ولا أخفي أن شخصيته آسرة لضميري ومشاعري، ولكني أظن أن الرجل كإنسان ومثقف ومناضل ، يستحق كل الاحترام، كما يستحق أن يكون نموذجا نعرف عليه الجيل المسلم الجديد، ليكون أقرب إلى الوسطية والتسامح وحب الحرية..
تحت قبة ندوة حاشدة نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، انكشفت الحقيقة المريرة حول مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي لم تكن طوق نجاة للمدنيين، بل أداة تسريع للإبادة الجماعية في غزة، حيث كشفت شهادات ووثائق دامغة تورطها في تدمير حياة الملايين عبر توزيع مساعدات منقوصة تُستخدم كسلاح حرب، وسط صمت دولي مخزٍ يدعم استمرار المجاعة والتطهير العرقي، مما يضع المنظمة وقياداتها في مواجهة القضاء الدولي ويطالب بالمساءلة العاجلة لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في غزة.
ثمة سؤال مهم انشغل به المثقفون كثيرا لحظة التأصيل للنهضة، لكنهم اليوم أضحوا غير قادرين على طرحه، بسبب ما يترتب عن الجواب عنه من مشكلات تمس أطاريحهم النهضوية، بل وحتى مسلماتهم الفكرية. لماذا فشل التحديث الثقافي في الوطن العربي؟
يصادر كل من رائد محمد نجم وهاني رمضان طالب وأماني سامي الفليت على أنّ إسهام قطاع غزة في الحركة الوطنية الفلسطينية كان نوعيا. فبواكير مواجهة الكيان الصهيوني انطلقت منه بعد أشهر قليلة من النكبة ثم تحولت إلى عمليات مقاومة منظمة في الخمسينيات بعض ظهور كيانات سياسية أخذت على عاتقها تحقيق التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني للحرية ولبناء دولته المستقلة. وكان لتغير تركيبته الديمغرافية دور في ذلك. فقد لجأ إليه نحو 200 ألف فلسطيني، وبنيت فيه ثمانية مخيمات.
كان الهدف من المطالبة بارسال الأطفال إلى فرنسا هو الإمعان في تكوين نخبة من الجزائريين الذين يتعلمون باللغة الفرنسية حسب خطط مرسومة، بعيدين عن بيئتهم اللغوية والثقافية وأعين ذويهم.. فيعودون الى أهلهم مفرنسين فرنسة كاملة فيعملون على نشر اللغة الفرنسية وترسيخ أقدام الاستعمار في البلاد ووضع النواة الأولى لأجيال "الاستحلال" الفرنسي اللاحق بعد ذلك في الجزائر.
سوريا ما بعد البعث ليست فقط ساحة لصراع جيوسياسي، بل معملٌ لصياغة وعي جديد، وميدان لبعث مشروع فكري ظلّ مؤجلاً. هناك، في عمق الجراح، تتشكل بذور فكرٍ لا يهرب من التراث ولا ينغلق فيه، بل يحاوره بجرأة، ويستنهض منه إمكانيات التنوير، كما فعل الطيب تيزيني، وكما واصل، بطريقته، الدكتور برهان غليون.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات ورقة علمية جديدة تستشرف مستقبل المكانة الإقليمية لإيران في أعقاب الهجوم الأمريكي الإسرائيلي المشترك على منشآتها النووية، مشيرًا إلى أن الضربات، رغم شدّتها، لم تحقق هدف شلّ البرنامج النووي الإيراني أو تغيير موازين القوة الإقليمية، بل كشفت عن تعقيدات المشهد الجيوسياسي، وتباين مواقف الحلفاء والخصوم، في وقت لا تزال فيه طهران متمسكة بنفوذها وماضية في تعزيز موقعها الاستراتيجي وسط تحديات داخلية وضغوط خارجية متزايدة.
في خضم التحوّلات السياسية والاجتماعية التي عرفتها تونس منذ الثورة، تبرز التكنوميديا بوصفها قوة رمزية جديدة تعيد تشكيل العلاقة بين المواطن والإعلام والسياسة، لا من موقع الدعم، بل من موقع إعادة التكوين. كتاب الدكتور الصادق الحمامي "التكنوميديا والرأي العام والسياسة في تونس" الصادر سنة 2025 عن دار نيرفانا، يقدّم قراءة معمّقة لهذه التحوّلات، من خلال أطروحة جريئة تفترض أن الفضاء العمومي التونسي لم يعد محكوماً بمنطق الانتقال الديمقراطي، بل دخل مرحلة من "الاضطراب الاتصالي" يُهيمِن فيها الانفعال، وتنهار فيها وسائط الوساطة التقليدية، وتتسارع خلالها ديناميكيات التفكك الرمزي. هذا النصّ يحاول مساءلة هذا العمل الأكاديمي الرصين، والوقوف عند مكامن قوّته ومواطن قصوره، في محاولة لفهم كيف تحوّلت التكنوميديا من أداة للتحرّر إلى بنية تُعيد إنتاج الهشاشة والانقسام في المشهد التونسي.