هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وافق مجلس النواب المصري في جلسته المنعقدة يوم الأحد 11 أيار/ مايو الحالي على مواد مشروع قانون مُقدم من الحكومة لتنظيم إصدار الفتوى الشرعية، والمختصين بمهام الإفتاء الشرعي، والذي كان يتألف من 10 مواد، ليصبح مجموع مواده 13 مادة وذلك بعد الموافقة على إضافة 3 مواد مقدمة من الأزهر الشريف.
يأتي كتاب "الطائفة اليهودية في روسيا: من التهميش إلى النفوذ" للدكتورة هبة جمال الدين العزب ليقدّم قراءة تحليلية معمّقة في مسار التحوّل الجذري الذي شهدته الطائفة اليهودية داخل روسيا، من موقع الأقلية المهمّشة إلى دائرة النخبة النافذة المتحكّمة في مفاصل السياسة والاقتصاد. ومن خلال تتبّع تاريخي دقيق مدعوم بالبيانات، تسلّط الكاتبة الضوء على محطات مفصلية، أبرزها دور اليهود في العلاقة الروسية الإسرائيلية، وصعودهم في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على مكانتهم. كما يناقش الكتاب العوامل المحلية والدولية التي عززت هذا الحضور، في إطار يكشف تشابك النفوذ اليهودي مع السياقات الإقليمية والعالمية، ليقدّم مرجعاً قيّماً للباحثين في شؤون الأقليات والنفوذ العابر للحدود.
ليس من شك في أن الأستاذ راشد الغنوشي قد عرف بنضاله السياسي وبترؤسه لإحدى الحركات الإسلامية المعاصرة وببلائه السياسي وما تعرضت له من تضييق وملاحقة في مراحل مختلفة من مسار النظام السياسي التونسي، لكن يتعين الالتفات إلى وجه آخر لإسهامه أي الإسهام العلمي والفكري، ومنهجه في التعامل مع الواقع السياسي.
في لحظة فارقة من اشتباك الجغرافيا بالسياسة والتاريخ، جاء "طوفان الأقصى" ليعيد ترتيب أولويات الإقليم، لا كعملية عسكرية فحسب، بل كحدث استراتيجي قلب موازين القوى وأربك خرائط التطبيع ومسارات التجارة الدولية، وفي مقدمتها "طريق الهند" الذي تموضع على أنقاضه مشروع إسرائيلي ـ سعودي مدعوم أمريكياً لعزل إيران وتهميش دورها. وبينما بدا أن طهران فوجئت بحجم الضربة، فإن مؤشرات عديدة توحي بأنها كانت حاضرة، تخطيطاً أو تسامحاً، في رسم المشهد الجديد، دفاعاً عن عمقها الاستراتيجي وشرعية ثورتها المرتبطة عضوياً بالقضية الفلسطينية، في مواجهة لعبة ممرات تحاول أن تُدار بمعزل عن موقعها المركزي في الشرق الأوسط.
يرى أتران أن التطرف ليس دائمًا فعلًا فرديًا نابعًا من عزلة، بل هو غالبًا نتاج ديناميات جماعية تعزز الولاء الداخلي والتماهي مع مجموعة صغيرة. فكما بيّنت تفجيرات لندن عام 2005، لم يكن المنفذون غرباء أو مجانين، بل شبابًا بريطانيين عاديين، يحتفلون ويعانقون بعضهم قبل تنفيذ الهجمات، مدفوعين بعاطفة الأخوّة والانتماء، لا بتعليمات من قادة القاعدة.
منذ منتصف السبعينيات، كانت تحدث عمليات اغتيال دقيقة وغامضة، لبعض مسؤولي الأمن والمخابرات، بين الحين والآخر، لم تكن تترك أثراً، ولم يكن يُعرَفُ من يقوم بها أو يقف وراءها. وقد اطلعت على تقرير سرّي في أواخر عام 1978، مرفوع من قِبَل مخابرات أمن الدولة في حلب، إلى الإدارة العامة للمخابرات بدمشق، عن طريق أحد المتعاونين، يشير إلى دقة هذه العمليات، وعدم معرفة الأجهزة الأمنية من يقوم بها، أو من يقف وراءها.
هل الحرب قدر محتوم على البشرية، أم أنها خيار يُعاد إنتاجه مرارًا في بنى السياسة والمجتمع؟ في كتابه "موجز تاريخ الحرب"، يعاين المؤرخ العسكري الكندي غوين داير جذور الحروب وآلياتها، من أول المعارك في سومر إلى صراعات القرن الحادي والعشرين المعلّقة على حافة السلاح النووي والتغير المناخي وصعود قوى جديدة. يقدّم داير الحرب كأداة سياسية تشكّلت مع تطور الحضارات، وتحوّلت مع الوقت من معارك بدائية إلى "حروب شاملة" تشارك فيها الأمم بكل مقدراتها، لكنه يعود ليسأل: هل يمكن إيقاف هذه الآلة، أم أن تاريخنا ـ بكل فصوله الدامية ـ لا يزال يعيد نفسه؟
في أعقاب حرب صيف 2024، يمرّ "حزب الله" بمرحلة مفصلية تُعيد رسم ملامح مستقبله السياسي والعسكري. فقد شكّلت التطورات المتسارعة، بدءًا من اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله، مرورًا بسقوط حلفاء استراتيجيين، ووصولًا إلى الضغوط الداخلية والخارجية المتنامية، لحظة اختبار غير مسبوقة. هذا المقال يستعرض أبرز التأثيرات التي خلّفتها الحرب على بنية الحزب، وعلى موقعه ضمن المحور الإقليمي، كما يناقش التحديات المستجدة أمام استمرارية دوره في لبنان والمنطقة، ويطرح السيناريوهات المحتملة لمسار الحزب في ضوء التغيرات العميقة التي يشهدها الداخل اللبناني والمحيط الإقليمي.
كان لافتا في قرار تشكيل مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، الذي أصدره الرئيس السوري أحمد الشرع في 28 مارس/آذار 2025، تنوع مذاهب واتجاهات أعضائه، بين الأشعرية المذهبية والصوفية والسلفية العلمية والجهادية، فمنصب المفتي العام أُسند للشيخ أسامة الرفاعي، بخلفيته الأشعرية والمذهبية، الأمر الذي أثار لغطا في أوساط سلفية متشددة انتقدت تعيينه كمفتي عام للجمهورية السورية على خلفية انتمائه العقدي والمذهبي.
يشكّل كتاب "البيوغرافيا والتاريخ: حفريات في ذاكرة تونس في العهد العثماني" للدكتور زهير بن يوسف مساهمةً علميةً رفيعة في نقد مناهج الكتابة التاريخية الكلاسيكية، من خلال مقاربة تستنطق الصمت التاريخي وتحاور المصادر غير الرسمية، مُستعيدًا دور الشخصيات المنسية والمؤسسات اللامرئية في تشكّل الهوية التونسية خلال الحقبة العثمانية. فالكتاب لا يستعرض فقط وقائع الماضي، بل يعيد بناءه من الأسفل، من الهامش الاجتماعي، عبر سيرة من غُيِّبوا ومكان من أُقصي، ليمنح التاريخ صوتًا آخر أكثر تعقيدًا وإنصافًا.