قال معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن دوائر صنع القرار الإسرائيلية باتت تنظر بجدية إلى خيار الاعتراف بـ"أرض
الصومال" (صوماليلاند) ككيان مستقل، معتبرًا أن هذا التحرك قد يشكّل فرصة استراتيجية لتل أبيب في واحدة من أكثر الساحات حساسية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وأوضح المعهد في
دراسة جديدة أن النقاش داخل القيادة الإسرائيلية لم يعد محصورًا في الجانب السياسي، بل بات يشمل تقديرات أمنية واستخبارية ترى في أرض الصومال نقطة ارتكاز يمكن أن تمنح تل أبيب قدرة أكبر على مراقبة التهديدات المتصاعدة في الممرات البحرية، وفي مقدمتها الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله الحوثيين على خطوط الملاحة الدولية.
وأضاف المركز أن موقع أرض الصومال المطل على أحد أهم المسارات البحرية العالمية جعلها في العامين الأخيرين محورًا متقدمًا في التفكير الأمني الإسرائيلي، خصوصًا بعد تزايد الهجمات المرتبطة بالحرب على غزة وانعكاساتها على حركة التجارة التي يعدّها الاحتلال "أمنًا قوميًا من الدرجة الأولى".
ونوهت الدراسة إلى أن تل أبيب تدرس مكاسب الانخراط السياسي والأمني في "أرض الصومال"، سواء عبر فتح قنوات اتصال رسمية أو تطوير ترتيبات أمنية تسمح لها بتعزيز حضورها في المنطقة، مشيرة إلى أن الاعتراف الرسمي—إن حصل—سيأتي ضمن مقاربة إسرائيلية لتوسيع نفوذها في القرن الأفريقي وموازنة أدوار قوى إقليمية أخرى.
وأشار المعهد إلى أن هذه الخطوة، رغم حساسيتها الدبلوماسية، تُناقش اليوم داخل إسرائيل باعتبارها خيارًا قابلًا للتنفيذ إذا توافرت الظروف السياسية المناسبة.
"أرض الصومال" التي تقع في الشمال الغربي من الصومال المعترف به دوليًا، تزعم أنها دولة مستقلة بكيان مختلف تمامًا، علما أنها انت تحت الاستعمار البريطاني بخلاف بقية الصومال التي استعمرها الطليان.
وأعلنت "أرض الصومال" عن استقلالها بعد الانهيار الذي شهده الصومال في العام 1991، علما أن "أرض الصومال" تسيطر عليها قبائل إسحاق المكون الأكبر في تلك المنطقة.
وفي السنوات الأخيرة، وسّعت "أرض الصومال" علاقاتها مع شركاء غربيين مؤثرين، فقد أصبحت تايوان والإمارات شريكين استراتيجيين، إذ تستثمر الأولى بكثافة في المعادن النادرة، في تضخ أبو ظبي أموالًا ضخمة في تطوير ميناء بربرة، أحد أهم موانئ القرن الإفريقي.
وترى أبوظبي في "أرض الصومال" قاعدة إضافية ضمن سلسلة نفوذها الإقليمي الممتدة من سقطرى إلى دارفور. وفي موازاة ذلك، تنظر الولايات المتحدة بزيادة اهتمام إلى المنطقة؛ إذ زارت وفود من البنتاغون هرجيسا، بينما صرّح الرئيس دونالد ترامب بأن واشنطن تدرس الاعتراف بها.