سياسة عربية

نعيم قاسم: لن نسلم سلاحنا وعلى الحكومة استعادة سيادتها قبل فوات الأوان

قاسم يحذر من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين - الأناضول
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن لبنان يواجه مرحلة "مصيرية" تتطلب من الحكومة وضع خطة واضحة لاستعادة السيادة الوطنية، مشدداً على أن “لكل شيء حد، ولا يمكن أن يستمر الوضع الراهن إلى ما لا نهاية".

في خطاب بمناسبة "يوم الشهيد"، أمام حشود تجمعت في 11 موقعًا من مختلف المناطق اللبنانية، قال الشيخ قاسم إن اجتياح الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 لم يكن لمنع الصواريخ الفلسطينية كما زعم، بل كان "محاولة لاحتلال لبنان وتحويل الجنوب إلى ساحة استيطان ضمن مشروع إسرائيل الكبرى".

وأضاف أن الاحتلال "استمر ثمانية عشر عامًا حتى أجبرته المقاومة على الانسحاب صاغراً عام 2000 دون قيد أو شرط”، مشيداً بدور الشهيد أحمد قصير ورفاقه في تأسيس نهج المقاومة الذي "قام على الجهاد والكرامة ودعم فلسطين".

وأشار قاسم إلى أن معادلة الردع التي فرضتها المقاومة منذ عام 2000 حتى اليوم "منعت العدو من تنفيذ أطماعه"، مؤكداً أن "قوة المقاومة ليست بالسلاح فقط بل بالإيمان والعقيدة والإرادة التي صنعت الانتصار".

وفي تناوله لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أوضح قاسم أن الاتفاق ينص على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني مكانه، معتبراً أن "وجود الجيش في الجنوب مكسب وطني لأن عناصره من أبناء الوطن، والثمن الذي دفعناه في الاتفاق مقبول لأننا نثق بأن الجيش قادر على حماية الأرض".

وأكد أن إسرائيل "لم تلتزم ببنود الاتفاق، واستمرت في خروقاتها وعدوانها"، متسائلاً عن "غياب أي رد رسمي لبناني أو دولي على هذه الانتهاكات التي بلغت أكثر من سبعة آلاف خرق وفق تقارير اليونيفيل" وقال إن "أمريكا شريكة في التعطيل، لأنها تستخدم اليد الإسرائيلية للتدخل في مستقبل لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً"، مشدداً على أن واشنطن "تسعى لإضعاف المقاومة وتجفيف مصادر دعمها ومنع لبنان من امتلاك قدرات دفاعية حقيقية".

وهاجم قاسم الموقف الحكومي قائلاً إن "البيان الوزاري لم يتضمن سوى الحديث عن نزع السلاح"، معتبراً أن "القضية لم تعد قضية سلاح بل قضية وجود، فالمقاومة تُستهدف في أصل كيانها، وتواجه ضغوطاً مالية وسياسية واجتماعية هدفها تركيع لبنان" وسأل: "لماذا لا تضع الحكومة خطة لاستعادة السيادة ضمن جدول أعمالها؟ أليس من واجبها حماية مواطنيها بدل تنفيذ الإملاءات الأمريكية؟".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تمارس سياسة خنق اقتصادي ممنهج تستهدف مؤسسات اجتماعية وخدمية لبنانية مثل القرض الحسن، في محاولة لتجفيف الحياة داخل المجتمع المقاوم"، لافتاً إلى أن "المطلوب أميركياً هو إضعاف الجيش والمقاومة معاً حتى يبقى لبنان مكشوفاً بلا حماية أمام العدو"

وفي عرضٍ لموقف حزب الله من التطورات الميدانية والسياسية، أكد الشيخ قاسم أن الحزب "يعترف باتفاق وقف إطلاق النار حصراً جنوب الليطاني"، وأن الدولة اللبنانية هي "المسؤولة عن تطبيقه ومتابعة انسحاب الاحتلال وإطلاق الأسرى"، مشدداً على أن "لا استقرار للبنان ما دام العدوان مستمراً والضغط الأمريكي قائماً".

وأضاف: "لا تبرئة للعدو، ولا بديل عن الاتفاق الحالي، وبعد تنفيذه نحن منفتحون على نقاش داخلي إيجابي يرسّخ سيادة لبنان وقوته دون أي وصاية خارجية".

وحذر قاسم من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، مشيراً إلى أنّ "الاحتلال يقتل الأبرياء ويدمّر المنازل ويمنع عودة الأهالي إلى قراهم، بينما يتجاهل البعض ذلك ويلقي باللوم على لبنان"، وقال إن "من حق اللبنانيين أن يفعلوا كل ما يلزم لحماية وجودهم"، مؤكداً أن المقاومة "لن تتخلى عن سلاحها لأنه سر قوتها وضمان كرامة الوطن".

وفي ختام كلمته، وضع الشيخ قاسم ثلاث قواعد اعتبرها "عنوان المرحلة المقبلة" أن المقاومة وشعبها لا يهزمون، وقال "نحن منتصرون بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وهذا زمن الصمود وصناعة المستقبل، وختم قائلاً: "بعنا جماجمنا لله تعالى، فلن تتحكم بنا الشياطين، ولن نركع رغم الخسائر والتهديدات، فالمقاومة ازدادت قوة بإيمانها ودماء شهدائها، وسنبقى أوفياء لنهج الشهداء حتى يتحقق النصر الكامل"