قالت كوريا الجنوبية، إن جارتها الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا نحو البحر الشرقي، بحسب ما أفادت به وكالة يونهاب التي قالت إن الجيش الكوري الجنوبي رصد عملية الإطلاق، لكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل.
ويُعد هذا الإطلاق الخامس خلال عام 2025، ويأتي بعد أشهر من الهدوء النسبي في تجارب بيونغ يانغ العسكرية، إذ كان آخر إطلاق في 8 أيار/ مايو، كما أنها أول تجربة صاروخية منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جيه ميونج مهامه في حزيران/يونيو الماضي، ما يُعد تحديًا مبكرًا لإدارته الجديدة.
يأتي هذا التطور قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج إلى العاصمة سيئول، بمناسبة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في الأسبوع القادم، حيث ترفض بيونغ يانغ الحظر الدولي الذي تدعمه واشنطن وسيئول ودول أخرى على تطوير صواريخها الباليستية.
وفي الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ذكرت شبكة "سي أن أن" الإخبارية، أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية ناقشوا في أحاديث خاصة إمكانية ترتيب لقاء بين الرئيس ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، خلال الزيارة المرتقبة لترامب إلى آسيا الشهر المقبل، ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة أن هذه المناقشات لم تتجاوز مرحلة الحديث الأولي، ولم يتم بعد الشروع في أي تخطيط لوجستي جاد لتنظيم اللقاء، مشيرة إلى أنه لم تُجرَ أي اتصالات رسمية بين واشنطن وبيونغ يانغ، بخلاف ما كان يحدث خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب.
وبحسب مصدرين تحدثا لـ"سي أن أن"، فإن محاولة سابقة لترامب من هذا العام للتواصل مع كيم جونغ أون، لكنها لم تلقَ أي تجاوب من الجانب الكوري الشمالي، لأن بيونغ يانغ لم تقبل الرسالة الموجهة إليها، وأضافت الشبكة أن ترامب أعرب مرارا، بشكل علني وسري، عن رغبته في لقاء كيم، وأن مسؤولين في إدارته تركوا الباب مفتوحًا أمام احتمال عقد اللقاء خلال جولته الآسيوية المقبلة.
وخلال ولاية ترامب الأولى، تمكنت واشنطن من تنظيم لقاء سريع بين الزعيمين في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين خلال أقل من 48 ساعة فقط بعد تغريدة من ترامب دعا فيها كيم للاجتماع، وهو ما اعتبر مثالًا على سرعة تبدّل المواقف السياسية بين الجانبين آنذاك.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نقلت الشبكة عن تصريحات لزعيم كوريا الشمالية قال فيها إنه يحتفظ بذكريات جميلة عن ترامب، وإنه منفتح على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا تخلت واشنطن عن شرطها القاضي بأن تنزع بلاده سلاحها النووي.
وأبرز كيم، بحسب وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، أن بناء الأسلحة النووية مسألة وجودية بالنسبة لكوريا الشمالية، تهدف إلى حماية أمنها في مواجهة التهديدات الخطيرة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، كما أوضح كيم خلال اجتماع مجلس الشعب الأعلى في بيونغ يانغ أنه لا يرى ما يمنع من الدخول في حوار مع واشنطن إذا تراجعت الأخيرة عن مطلبها بنزع الأسلحة النووية، مشيرا إلى أنه لا يزال يحتفظ بـ"ذكريات طيبة" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت "يونهاب" أن الملف النووي الكوري الشمالي كان ولا يزال نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين، حيث فرضت الأمم المتحدة سلسلة من العقوبات المتتالية على بيونغ يانغ بسبب برامجها النووية والصاروخية، في حين قال كيم إن تلك العقوبات ساعدت بلاده على تعزيز قوتها وقدرتها على الصمود ومقاومة الضغوط الخارجية.
ويعكس تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية بهذا الشكل استمرار سياسة بيونج يانج في استخدام القوة الصاروخية كأداة ضغط دبلوماسي، خاصة في ظل الجمود في المحادثات النووية مع واشنطن، وتعقّد العلاقات مع بكين وسول.