قال المحلل الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" العبرية، بن كاسبيت، إنّ: "زيارة رئيس الموساد دادي برنياع إلى
قطر، أمس، وصفت بأنها "دراماتيكية"، ولتغيير ما، فهي بالفعل دراماتيكية".
وتابع كاسبيت، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "هنا الأمر يتجاوز مجرد محاولة إضافية أخيرة لوقف عجلة القرار باحتلال غزة لصالح استئناف
المفاوضات"، مردفا: "هناك أيضًا جولة أخرى في المعركة الاستراتيجية اللامتناهية بين نهج "قطر وحدها تستطيع"، وبين النهج المعاكس الذي يقول إنه يجب قطع التبعية والارتباط بقطر لصالح مصر ووسطاء آخرين".
وأبرز بالقول إنّ: "برنياع من أكبر المؤيدين للنهج القطري. في محادثاته مع المستوى السياسي ومع زملائه السابقين في فريق المفاوضات، أوضح أنّه لا مفر، ويجب سد الأنف والعمل معهم، مع القطريين، لأنهم الوحيدون القادرون على تقديم البضاعة".
وتابع: "هم الوحيدون القادرون على ممارسة ضغط حقيقي على
حماس"، مضيفا: "من يريد إعادة الأسرى، عليه أن يتوقف عن رواية القصص لنفسه، كما يقول برنياع في النقاشات المغلقة، وأن يركّز الجهد في
الدوحة، قطر".
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: "برنياع يعتقد أننا كنا قريبين جدا، على مسافة لمسة حقيقية، من التوصل لصفقة جزئية من أجل إعادة 10 أسرى. لكن هذه ضُيّعت في اللحظة الأخيرة بسبب طريقة إدارة المفاوضات وسوء التصرف".
وأشار إلى أنّه: "خلافًا لبعض المنشورات، لا يؤمن برنياع باتفاق شامل. يرى أن الفجوات بين الطرفين كبيرة جدًا، وسيستغرق سدها أشهرا طويلة، إن رُدمت أصلًا؛ إذ أنّ السبيل الوحيد للمضي قدما، ومنع إراقة الدماء في غزة، وإعادة المزيد من الأسرى إلى ديارهم، هو اتفاق جزئي".
إلى ذلك، أبرز أنّه: "من المحتمل أن برنياع قد ناقش في حديثه أمس مع رئيس وزراء قطر إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل. مع ذلك، على الأقل حتى ذلك الحديث، كان برنياع يعتقد أن أي اتفاق جزئي آخر هو أهون الشرور، وخطوة أخرى على الطريق الطويل".
"يقول برنياع كان بإمكاننا جلب 10 أسرى آخرين و15 جثة لجنود قتلى، وهذا كان سيكون خطوة عملاقة نحو الهدف" استرسل التقرير، مردفا: "كما أن برنياع لا يتأثر بالانتقادات التي وجهتها شخصيات دبلوماسية وسياسية حول استمرار العلاقات مع قطر".
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية، قد نشرت هذا الأسبوع، تقريرا، جاء فيه: "تربط برنياع علاقة شخصية استراتيجية برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، توطدت خلال المحادثات. وتسود بينهما علاقة ثقة، ويُعتقد أن برنياع زار قطر سعيا لاستغلال هذه العلاقة "للتقرب من القطريين" واستكشاف إمكانية إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق، ولو جزئيا".
وتابع: "منذ أن استبدل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، برنياع ورونين بار، ونيتسان ألون، الذين كانوا على رأس المفاوضات، برون ديرمر، لم تتم إعادة أي أسير واحد، وتعثرت المحادثات مرارا وتكرارا".
وأبرز: "في دائرة برنياع، وكذلك في دائرة المهنيين الآخرين، أثار هذا التحرك المثير للجدل استغرابًا كبيرًا. يقول المحيطون ببرنياع: التفاوض في هذا النوع من المفاوضات مهنة، ويتطلب فهمًا عميقًا للموضوع، وللشركاء، وللوسطاء، بالإضافة إلى فهم اللغة والثقافة والظروف والتحركات".
وأضاف: "ليس واضحًا ما يمتلكه الوزير رون ديرمر من كل هذا، بل إنه أقل وضوحًا كيف خدم تعيينه رئيسًا لفريق التفاوض، أو سيخدم، الهدف، وهو إعادة الأسرى".
إلى ذلك، كشفت الصحيفة العبرية، أنّها قد علمت أنّ: "هذه الخطوة أثارت استغرابا كبيرا لدى الجانب القطري، لا سيما أن ديرمر لم يُنشئ أي صلة خاصة مع أيٍّ من الوسطاء. وصرّح مصدر مطلع على مسار المفاوضات للصحيفة: "يبدو تعيين ديرمر محاولةً لإحباط أي اتفاق".
وختمت الصحيفة بالقول: "إذا كان نتنياهو يريد حقًا التوصل إلى اتفاق، والانطباع السائد هو أنه يريده الآن، فقد حان الوقت لإعادة الخبراء إلى
المشهد السياسي".