مع الكشف عن
وجود مباحثات بشأن توقيع كل من إسرائيل وسوريا اتفاقيات مشتركة، يتساءل بعض
الإسرائيليين عن سبب عدم وجود تقدم ملحوظ في هذا الشأن يضمن أمن "دولة
الاحتلال"، فيما لمحوا إلى أن دمشق قد تحاول استغلال دعم أمريكا لها باتجاه
ترسيخ حكم إسلامي في سوريا.
البروفيسور
إيال زيسر، وفي مقال له بصحيفة "
إسرائيل اليوم " العبرية، قال:" لا
يمر أسبوع دون أن نسمع عن تقدم ملحوظ، يُمثل انفراجًا، في المحادثات بين إسرائيل
وسوريا، وحسب وتيرة التقارير الإعلامية، كان ينبغي علينا أن نأكل الحمص في دمشق
منذ زمن، ولكن كلما نتقدم خطوةً إلى الأمام، نعود خطوتين إلى الوراء، دون أن نصل
إلى أي مكان".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف إيال
زيسر:" في الأسبوع الماضي، ألتقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير
الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس، وهذا الأسبوع، التقى المبعوث
الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توم باراك، برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وطلب
نيابةً عن حكومتيهما، من إسرائيل سحب قواتها من الأراضي التي احتلتها في لبنان
وسوريا، ووقف أنشطتها الهجومية ضد التهديدات الأمنية في عمق أراضي هذين البلدين".
سياسة الفعل ومن
ثم الاستماع
في المقابل،
والكلام لـ إيال زيسر:" وعد باراك إسرائيل بجبالٍ وتلال، وعلى سبيل المثال،
أن تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله (عشرة آلاف)، وأن توقع الدولتان، سوريا
ولبنان، اتفاقيات سلام معنا تضمن السلام على طول الحدود، وفي الحالة السورية، ضمان
حقوق الأقلية الدرزية التي تعيش في البلاد أيضًا".
وأضاف:" مع
صعود أحمد الشرع، المعروف منذ أيامه بـ"الجهادي" تحت اسم أبو محمد
الجولاني، إلى السلطة، اعتمدت إسرائيل سياسة "سنفعل ثم سنستمع"، سنبدأ
أولاً بتدمير القدرات العسكرية المتبقية في سوريا من أيام بشار الأسد، ونسيطر على
الأراضي الأساسية لتأمين حدودنا، وبعد ذلك سوف نستمع إلى ما يقوله لنا الشرع".
وبحسب زيسر:"
كانت البداية مفعمة بالأمل، حيث يواجه الشرع صعوبة في ضمان الاستقرار والهدوء في
بلد ورثه مُدمرًا، لذا كان لا يزال مستعدًا للحوار مع إسرائيل، ويأمل من خلالها
الوصول إلى قلبها وجيب واشنطن".
ولكن برأي
زيسر:" منذ جاءت (مذبحة) الأقلية العلوية على الساحل السوري، ومضايقة الأقلية
الدرزية في جنوب البلاد، فأن هذا يُظهر أنه حتى لو لم يعد الشرع يرفع راية الجهاد،
فإنه لا يزال ملتزمًا برؤية إقامة دولة إسلامية في سوريا، حيث يُصبح نمط الحياة
العلماني أمرًا لا يُطاق، وكذلك استمرار وجود الأقليات الدينية في البلاد"، وقال
أيضا:" رغم استعانة إسرائيل بالدروز، ولكن تحت ضغط واشنطن التي توفر حالياً
الحماية للنظام في دمشق، اضطرت للتوقف عن مهاجمة سوريا وعادت إلى المحادثات مع
نظام الشرع".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب زيسر فأن:"
من خلال الاتصالات مع السوريين، يبدو أن الشرع يخشى من هجوم إسرائيلي من شأنه أن
يؤدي إلى الإطاحة بنظامه، ويسعى إلى الهدوء على طول الحدود مما يساعد على استقرار
حكمه، وهذه اتصالات، إذن، ذات طابع تكتيكي وحتى فني، تتعلق بتنظيم الواقع على طول
الحدود المشتركة بين البلدين، وربما أيضاً تقديم المساعدات الإنسانية للدروز في
جنوب سوريا.
متابعته عن
كثب
وأضاف زيسر أن:"
اتفاق السلام مع سوريا، ليس على جدول الأعمال، بسبب صعوبة تقدم الشرع من دون إطار
عربي مشترك، مثل "اتفاقيات إبراهيم"، وهذه تنتظر انتهاء الحرب في غزة
والضوء الأخضر من المملكة العربية السعودية".
لذا على إسرائيل، والكلام لـ زيسر أن:" تراقب
عن كثب الشرع، الجهادي في الماضي، وربما في الحاضر، ورغم هذا من الممكن والضروري
التوصل إلى تفاهمات معه تخدم مصالحنا ولا تُعرّض أمننا للخطر، لا سيما وأن سوريا
دولة مُدمّرة بلا جيش فاعل يُشكّل تهديدًا لنا، والحمص في دمشق؟ ربما ينتظر أياماً
أفضل".