توصلت دراسة طبية
حديثة، إلى أنّ: "الجمع بين دواءين متاحين حاليا قد يشكل طفرة حقيقية في منع تكرار
الإصابة بالنوبات القلبية، ما قد ينقذ حياة الملايين حول العالم"، وذلك في وقت
يعاني فيه العالم مما يوصف بـ"عبء متزايد لأمراض القلب والأوعية الدموية التي
تظل السبب الرئيسي للوفاة عالميا".
وبحسب
تقرير لصحيفة "الغارديان" تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب
الأكثر شيوعا للوفاة في جميع أنحاء العالم، وتُعد
النوبات القلبية أكثر الحالات
الحادة شيوعا.
وبالنسبة
لمن ينجون من نوبة قلبية، يكون خطر الإصابة بنوبة أخرى أعلى في السنة الأولى لأن
الأوعية الدموية تكون أكثر حساسية، مما يُسهّل تكوّن جلطات الدم.
اظهار أخبار متعلقة
وجد
باحثون في جامعة "إمبريال كوليدج لندن" وجامعة "لوند" في
السويد أنه بإعطاء مرضى النوبات القلبية دواءين معا - الستاتينات والإيزيتمايب،
وهو دواء خافض للكوليسترول - انخفض خطر إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أخرى
أو الوفاة.
وقال
البروفيسور كاوسيك راي، من كلية الصحة العامة في "إمبريال كوليدج":
"تُظهر هذه الدراسة أنه يُمكننا إنقاذ الأرواح والحد من الإصابة بالنوبات
القلبية من خلال إعطاء المرضى مزيجا من دواءين منخفضي التكلفة".
"لكن
في الوقت الحالي، لا يتلقى المرضى حول العالم هذين الدواءين معا. وهذا يُسبب نوبات
قلبية ووفيات غير ضرورية يُمكن تجنبها، كما يُثقل كاهل أنظمة
الرعاية الصحية
بتكاليف غير ضرورية.. تُوضح دراستنا الطريق إلى الأمام. يجب الآن تغيير مسارات
الرعاية للمرضى بعد هذا النوع من النوبات القلبية".
وقام
الباحثون بتحليل بيانات المرضى لقياس التأثير المحتمل للتركيبة الدوائية المزدوجة.
وقارنوا
المرضى الذين تلقوا الستاتينات والإيزيتمايب خلال 12 أسبوعا من الإصابة بنوبة
قلبية، والذين أُعطيت لهم الستاتينات مع إضافة الإيزيتمايب بين 13 أسبوعا و16
شهرا، وآخرين تناولوا الستاتينات فقط دون إضافة الإيزيتمايب على الإطلاق.
تم
تحليل بيانات 36,000 مريض سويدي أصيبوا بنوبة قلبية بين عامي 2015 و2022،
واستُخدمت نماذج إحصائية متقدمة لمحاكاة تجربة سريرية.
ووفقا
للدراسة، كان لدى أولئك الذين تلقوا الستاتينات والإيزيتمايب خلال 12 أسبوعا من
الإصابة بنوبة قلبية، وتمكنوا من خفض الكوليسترول إلى المستوى المستهدف مبكرا،
تشخيص أفضل وخطر أقل للإصابة بنوبات قلبية وعائية جديدة والوفاة، مقارنة بمن تلقوا
العلاج الإضافي لاحقا، أو لم يتلقوه على الإطلاق.
وقال
راي: "تشير نتائجنا إلى أن تغييرا بسيطا في إرشادات العلاج يمكن أن يكون له
تأثير كبير على المرضى".
"الإيزيتمايب
متوفر بالفعل على نطاق واسع ويُوصف طبيا بتكلفة منخفضة نسبيا. يمكن طرح هذا العلاج
الإضافي بتكلفة حوالي 350 جنيها إسترلينيا سنويا لكل مريض، وهو ما يمثل توفيرا هائلا
في التكاليف مقارنة بالآثار الدائمة لعلاج النوبات القلبية وتأثيرها على حياة
المرضى".
وصرحت
مارغريت ليوسدوتر، الأستاذة المشاركة في جامعة لوند واستشارية أمراض القلب في
مستشفى جامعة سكاني في مالمو، السويد، بأنها تأمل أن تؤدي النتائج إلى تغييرات في
المبادئ التوجيهية العالمية، من أجل "منع المعاناة غير الضرورية وإنقاذ
الأرواح".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت
ليوسدوتر أن العلاج المركب لا يُقدم حاليا عادة لمرضى النوبات القلبية عالميا نظرا
لتطبيق "مبدأ وقائي" لتجنب الآثار الجانبية والإفراط في تناول الدواء.
"ومع
ذلك، هناك آثار إيجابية لاستخدام كلا الدواءين في أقرب وقت ممكن بعد الاحتشاء
[النوبة القلبية]. إن عدم القيام بذلك ينطوي على زيادة المخاطر. بالإضافة إلى ذلك،
فإن الدواء الذي فحصناه في الدراسة يسبب آثارا جانبية قليلة وهو متوفر بسهولة وغير
مكلف في العديد من البلدان".