أفادت وكالة
المغرب العربي للأنباء، الأربعاء، بإصابة متظاهر دهسته سيارة تابعة للشرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في مدينة
وجدة، شرقي المغرب، فيما شهدت المدينة اضطرابات متواصلة لليوم الرابع على التوالي.
المتظاهر المصاب، يدعى أمين (19 سنة)، طالب جامعي في كلية العلوم بجامعة محمد الأول، كان يعمل إلى جانب دراسته لتأمين قوته اليومي، بحسب ما ذكر والده. ومع اندلاع الاحتجاجات، نزل أمين برفقة أقرانه إلي الشارع للتعبير عن مطالبهم بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وأثناء التظاهر اندفعت سيارة تابعة للشرطة وسط الزحام، ما أدى إلى
دهس ساقي أمين قبل أن يسقط أرضاً وسط صرخات المتظاهرين وفوضى عارمة.
وأظهرت مشاهد مرصودة لحظة وقوع الحادث، وسط حضور عناصر من القوات العمومية، فيما حاول المتظاهرون تقديم المساعدة.
وفي تصريح طبي صباح الأربعاء، أفاد مصدر بالمستشفى الجماعي لوجدة أن الحادث أدى إلى بتر إحدى ساقي أمين، في حين تم تثبيت الأخرى مع استمرار خطر بترها نتيجة عدوى بكتيرية. وأكد المصدر أن حالته الصحية حرجة ويستمر تلقيه الرعاية الطبية في قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة.
وجاءت هذه الاحتجاجات استجابة لدعوات متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتكون الأكبر في المغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث خرج خلالها المئات من الشباب للتعبير عن رفضهم لإهدار الحكومة للأولويات وتدهور الخدمات العامة.
اظهار أخبار متعلقة
وشهدت التظاهرات، التي امتدت لأربع أيام، تجمع الشباب في شوارع وجدة والرباط وعدد من المدن الكبرى، مع وقوع اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن، التي ردّت باستخدام الهراوات وتنفيذ عمليات اعتقال. وأظهرت لقطات مصورة محتجين يرمون الحجارة ويشعلون النيران في بعض المركبات، في حين نقلت وسائل الإعلام عن مصادر طبية أن المتظاهر الذي دهسته السيارة الشرطية يتلقى الرعاية اللازمة وحالته مستقرة نسبياً.
وربط المحتجون بين الإنفاق الحكومي على المشاريع الرياضية الدولية، بما في ذلك استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، وتدهور قطاعي الصحة والتعليم، مرددين شعارات من بينها: "الملاعب موجودة.. لكن أين المستشفيات؟".
ويشير التقرير إلى أن المملكة تبني حالياً ثلاثة ملاعب جديدة على الأقل، إلى جانب تجديد وتوسعة ستة ملاعب أخرى، استعداداً لاستضافة العرس الكروي العالمي بمشاركة إسبانيا والبرتغال، إلى جانب تنظيمها لكأس الأمم الأفريقية لاحقاً هذا العام.
وأدى تصاعد الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة إلى اعتقال أكثر من 200 متظاهر في الرباط، وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أُفرج عن معظمهم، فيما قررت النيابة العامة محاكمة 37 شاباً، ثلاثة منهم رهن الاحتجاز، وستبدأ جلساتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري أمام محكمة بالرباط.