هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وضعت مرحلة ما بعد الربيع العربي قوى التغيير والإصلاح في المنطقة، أمام تحديات كبرى. فالحلم بالتغيير والتحول السياسي في بلدان المنطقة، والذي بدا مع انطلاق الربيع العربي من تونس قاب قوسين أو أدنى أن ينبسط حقيقة وواقعا، وأن يتجلّى حريات وتعددية، ويتجسّد مؤسسات دستورية منتخبة، ونظاما سياسيا تشاركيا يعبّر عن إرادة المواطنين وتطلعاتهم، تحوّل بسبب إخفاقات ذاتية وإكراهات خارجية إلى كابوس، أو "خريف عربي" حسب ما يروق للبعض تسميته.
يشير انتقال الرئيس السوري أحمد الشرع بين هذه المدن الثلاثة إلى براغماتية سياسية عالية المستوى، ولكن البراغماتية نوعان: الأول يكون مجرد تكتيك غايته تمرير الوقت واللعب على الأطراف المتضادة، والثاني الاستسلام للواقع القائم وتقديم تنازلات كبرى ترقى إلى مستوى الانعطافة السياسية، فأي براغماتية يمارسها الشرع؟
إن الابتزاز الذي تمارسه باسم "الإجراءات الإنسانية" ليس سوى ستارٍ لرعبٍ أعمق: رعبُ المذنب من العدالة، ورعبُ الكيان المصطنع من النظر في مرآة تاريخه. فمن يخاف العدالة لا يملك رواية، ومن يحتاج إلى اعتراف الآخرين بوجوده فقد كتب بيده شهادة زواله.
عادل بن عبد الله يكتب: مهما جادل "الحداثيون" بمختلف مرجعياتهم البورقيبية والقومية واليسارية في الحاجة إلى المكون الإسلامي لبناء المشترك المواطني بعيدا عن منطقي الاستعلاء والإقصاء، فإنهم لا يستطيعون المجادلة في المحصول البائس لدولة الاستعمار الجديد، وبالتالي في ضرورة التجاوز الجماعي لأساطيرها التأسيسية ولخياراتها الكبرى المبنية على "اللائكية الفرنسية" المأزومة في فضائها التداولي الأصلي؛ قبل تَونستها في دولة الاستعمار الداخلي وواجهاتها السياسية المختلفة
غازي دحمان يكتب: الحل ليس في إسرائيل، بل موجود لدى شركاء الوطن، فلإسرائيل حساباتها الخاصة المتعلقة بالجدوى والتكلفة، وتتعامل مع هذه القضايا بحسابات استراتيجية وجيوسياسية لا وجود للعواطف والإنسانية بها؛ إسرائيل عقلانية بحسابات مصالحها وأرباحها الاستراتيجية، لكنها ليست كذلك بحسابات مصائر الأقليات والأكثريات في سوريا والجوار العربي، فليس مهما في حساباتها كيف سيتحقّق التقسيم ولا كم الأرواح التي ستذهب في الطريق إليه
محمد موسى يكتب: تسعى إسرائيل من خلال تصعيدها العسكري إلى فرض معادلة جديدة على الأرض، عنوانها "الردع بالضغط"، أي إضعاف الجبهة اللبنانية عبر الاستنزاف الميداني المتدرج، وتحويل الجنوب إلى ساحة اختبار لمدى قدرة حزب الله على الصمود دون رد. وهنا السؤال الملح لكل اللبنانيين: إلى متى؟ وهل جرّ لبنان إلى حرب شاملة بات قريب وأين اللبنانيين من القرار والقدرة على الصمود؟
محمد حمدي يكتب: إنها هزيمة رمزية لترامب ولمنظومته التي ربطت السياسة الخارجية الأمريكية بمصالح الاحتلال الإسرائيلي، وهي بداية لصوت جديد في المدن الكبرى يقول بوضوح: لن يتحكم فينا اللوبى الصهيونى من جديد
محمد كرواوي يكتب: تبدو دوافع المشروع أعمق من مجرد ردع مؤقت؛ فالإعدام يسعى، بقدر ما يقتل الأفراد، إلى محو معنى المقاومة وتحويل الانتماء القومي إلى جرم وجودي يستوجب العقاب النهائي. وهكذا يتحول القانون إلى وسيلة سياسية لإعادة تعريف من يستحق الحياة ومن يعد عدوا مباح الدم
طارق الزمر يكتب: المسألة هنا ليست في "استلهام النموذج الأمريكي"، بل في تحليل منطق الفعل السياسي الذي اعتمده زهران ممداني، وكيف استطاع أن يحوّل انتماءه إلى رصيد سياسي، لا إلى عبء ثقافي أو هويّاتي. وفهم هذا المنطق يساعد الإسلاميين في عالمنا العربي على إعادة النظر في أدوات العمل السياسي، وفي كيفية بناء الحضور داخل المجتمع، بدل الارتهان إلى صيغ تنظيمية مغلقة أو خطاب تعبوي تجاوزه الزمن
محمد عماد صابر يكتب: لو حررنا القراءة السياسية الاستراتيجية يمكن أن نؤكد أن إسرائيل تسعى إلى نقل الصراع من ساحة المقاومة إلى ساحة الإعمار، أي من معركة التحرير إلى معركة التمويل والإدارة. فبدلا من إنهاء الاحتلال، تريد تحويل القطاع إلى نموذجٍ شبيه بالضفة الغربية: إدارة مدنية محلية تحت رقابة أمنية إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة