للْفرح لون، رأيناه أمس في عيون دامعة، رأت أبا لأول مرة منذ اعتقاله قبل عشرين سنة، في يدي أم طوقت ابنها المحكوم خمس مؤبدات، في لهفة أسير له ثلاثة أبناء، كانوا أطفالا عندما اعتقل. كانوا في استقباله في رام الله. راح يسألهم، أيهم محمد وأيهم حسن وأيهم صامد. كبروا وهو في المعتقل، وهو.. كبر في زنزانة.
يكتب أبو داود:
ما يحدث الآن مرحلة من مراحل المشروع الصهيوني. لم ينتهِ المشروع بعد. ولم يعد إرهابيّو حكومة نتنياهو يخفون خريطة «إسرائيل الكبرى» وصولًا إلى مكة والمدينة.
يكتب أبو داود:إن كان يريد تحقيق السلام، فبدل أن يفكر في تهجير أهل غزة، ليختصر الطريق ويرحل الستة ملايين إسرائيلي؛ فكلهم يحملون جوازات سفر بلدانهم التي جاؤوا منها واحتلوا فلسطين، وإن لم يفعل، فإن هذا الكيان يتفكك من تلقاء ساكنيه المحتلين.
يكتب أبو داود: ها هو نتنياهو يريد احتلال أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا، لتحقيق المخطط الصهيوني المتطرف جدّا باقامة "إسرائيل الكبرى" من الفرات إلى النيل، إنه يندفع ليس إلى الأمام فقط، بل إلى النهاية؛ نهاية "إسرائيل"!!
لو كان حيّاً، لرفعت عليه دعوى قضائية. لائحة الاتهام تتضمن: بث الحزن، الكآبة، الإحباط، السوداوية لدى أجيال على مدى عشرات السنين. وضع أصبع صوته على الجروح، فراح ينكأ بها حفراً، ويرش عليها الملح، فتسيل دموع مرة من قلوب المحبين والسيئة حظوظهم.
لو كان حيّاً، لرفعت عليه دعوى قضائية. لائحة الاتهام تتضمن: بث الحزن، الكآبة، الإحباط، السوداوية لدى أجيال على مدى عشرات السنين. وضع أصبع صوته على الجروح، فراح ينكأ بها حفراً، ويرش عليها الملح..
عندما دق أبي باب بيتهم ،الذي هُجروا منه العام ،1948 في ضواحي يافا «زائراً» كان صوت ناظم الغزالي يغني «حياك ..حياك بابا حياك ، الف رحمة على بياك». فتح الباب رجل في مثل سنه . عرف من هو والدي ومن معه من اخوته . وبدون ان يرد التحية دمعت عيناه وقال : ياااا ريتنا ما طلعنا من بغداد وانتو ما طلعتوا من هون « . تفضلوا..تفضلوا .
حين نعيد قراءة التاريخ نجد أن أكبر ضحايا النازية والحرب العالمية هم الفلسطينيون وليس اليهود. فهؤلاء - اليهود - فقدوا بضعة آلاف في المحرقة (الهولوكوست) وحصلوا على "وطن قومي" وعدهم به وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور في عام 1917
وأنت تشرب قهوتك هذا الصباح في بيت جدّي في يافا، وتبكي على جدّك في وارسو في ذكرى المحرقة، هل تصدّق أنني أبكي عليه أنا أيضا، وأنا أشرب قهوتي بعيدا عن يافا، في مدينة إسكندنافية جنوبي السويد، أبكي مثلك على المحرقة، التي نحن أول من اكتوى بنارها، ولا نزال نحرق كل يوم من أجل محرقتك.
كتب رشاد أبو داود: غزّة لم تزل جارة البحر، مدينة مئات الأطنان من القنابل، هي وضواحيها تعرَّضت لأعنف قصف وحشي صهيوني، هي المدينة التي قامت من الرماد، قاومت، قَتلت اليهود في عقر قوتهم: في تل أبيب واللد والرملة وحيفا.